التقارير والحوارات

شغف اليورو في منطقتنا العربية.. شيزوفرينيا أم اهتمام له ما يبرره؟

 

الكأس – عبدالحميد العداسي

 

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاقة كأس أمم أوروبا في بلاد الماكينات ألمانيا، في حدث كروي هو في أصله حدث إقليمي يختص بسكان القارة العجوز أوروبا، ولكنك تعجب من أمر أمتنا العربية التي تتابع هذا الحدث من المحيط إلى الخليج بصورة مبالغ فيها، ربما بشكل أكثر من كأس العالم. قد أكون مبالغًا في الأمر، ولكنه حدث متابع بالتأكيد أكثر من مباريات كوبا أمريكا التي تقام في ساعات الفجر والناس نيام في منطقتنا العربية إلا من كان هواه أرجنتينيًا أو برازيليًا.

 

ولعل ما يدفع الجميع في وطننا العربي إلى متابعة كأس أوروبا هو أن مستويات المباريات تفوق في كثير من الأحيان مباريات كأس العالم، والتي تمتلئ في الدور الأول بالكثير من المباريات المملة.

 

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل الشغف بمباريات اليورو في منطقتنا العربية شيزوفرينيا أم اهتمام له ما يبرره؟

 

في لبنان، المناطق مقسمة بين منطقة للألمان وأخرى للفرنسيين، وبالطبع منطقة للبرازيل ستكون ساهرة على مباريات المنتخب البرازيلي الذي يلعب في كوبا أمريكا، ومن الطبيعي أن ترى الاحتفالات والمناكفات وإطلاق النيران في الهواء فرحًا بفوز ألمانيا وخسارة فرنسا أو البرازيل، وبالعكس في بلد أخفق أمام منتخب فلسطين أخيرًا بتعادل سلبي حرمه من التأهل إلى نهائيات كأس آسيا في السعودية 2027، وهو بلد متفوق في لعبة كرة السلة والتي اعتاد فيها الوصول إلى كأس العالم.

 

أما في الأردن التي تعيش نهضة كروية لا بأس بها بعد احتلال النشامى لوصافة كأس آسيا قطر 2024، فإن طقوس اليورو تشابه كأس العالم، فترى السيارات تحتفل في أوقات متأخرة من الليل مثلًا بعد فوز فرق كإيطاليا وإسبانيا مثلًا لولع شعب أرض النشامى ربما بالأكل الإيطالي والكالتشيو، وبالتأكيد بالدوري الأكثر متابعة الليغا الإسبانية حيث ينقسم الشعب بين عاشق لبرشلونة وآخر لريال مدريد. ويبقى السؤال: ما هو سر الاهتمام المبالغ به في مسابقة أوروبية وبشكل يفوق بمراحل المسابقات المحلية؟

 

قد يراه أي شخص عاقل من الخارج أو الداخل أنه انفصام في الشخصية العربية التي لا تؤمن بفرقها أو مسابقاتها المحلية، فتجدها تنجذب لما هو أفضل وتجد ضالتها في الكرة الأوروبية، وهو اهتمام له ما يبرره بالرغم مثلًا من أن أسود الأطلس المغرب قد جاءوا في المركز الرابع في مونديال قطر 2022. أما العبد الله كاتب هذه السطور، فكان دائمًا يبحث عن البطل العربي في اليورو. كيف ذلك؟ عشق فرنسا التي تمتلئ بالكثير من المهاجرين العرب، ومع أن اللقب الأول عام 1984 كان عنوانه بلاتيني، فإن لقب عام 2000 كان مع الجزائري الأصل زين الدين زيدان بعد عامين من لقب مونديال فرنسا 1998. وتبقى إثارة المباريات مضمونة مع وجود أكثر من مرشح لنيل اللقب، وللكلام بقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com