الكأس – هيثم حسين
في نهائي كأس الدرعية للسوبر السعودي، تقدم النصر أولاً بهدف الأسطورة كريستيانو رونالدو، لكنه تلقى بعدها أربعة أهداف من الهلال، لتنتهي المباراة بنتيجة 4-1 لصالح الهلال. كانت هذه النتيجة مخيبة لآمال جماهير النصر، خاصة بعد البداية القوية للفريق. لتحليل هذه الهزيمة، سنستعرض أهم الأسباب التي أدت إلى هذه النتيجة.
**1. الأداء الدفاعي الضعيف:**
على الرغم من أن النصر يضم مدافعين مميزين مثل علي لاجامي وآيمريك لابورت، إلا أن خط الدفاع تعرض لضغط كبير من هجوم الهلال القوي. عانى الدفاع من تراجع في التركيز، خاصة بعد تسجيل الهدف الأول، مما سمح لمهاجمي الهلال مثل مالكوم وميتروفيتش باستغلال الفرص وتسجيل الأهداف. كانت هناك ثغرات واضحة في التمركز والرقابة، خصوصاً في الكرات العرضية والهجمات المرتدة.
**2. التفوق الهجومي للهلال:**
يتمتع الهلال بقوة هجومية ضاربة مع لاعبين مثل مالكوم وميتروفيتش وسافيتش وسالم الدوسري، الذين يشكلون تهديداً دائماً على مرمى الخصم. في هذه المباراة، كان تأثير هؤلاء اللاعبين كبيراً، حيث تمكنوا من الضغط على دفاع النصر واستغلال أي خطأ لتسجيل الأهداف. تحركات سالم الدوسري “التوريندو” بالذات كانت حاسمة، حيث ساهمت في فتح المساحات وخلق الفرص.
**3. ضعف النصر في التعامل مع الضغط:**
بعد تسجيل الهدف الأول، تراجع أداء النصر بشكل ملحوظ، وبدلاً من استغلال التقدم، بدأ الفريق في التراجع للدفاع عن النتيجة. هذا التراجع سمح للهلال بفرض سيطرته والعودة في النتيجة. بدا النصر غير قادر على تحمل الضغط المتزايد من الهلال، مما أدى إلى ارتكاب أخطاء دفاعية وهجومية.
**4. غياب الفعالية الهجومية بعد الهدف الأول:**
بعد تسجيل الهدف الأول، لم يتمكن النصر من الحفاظ على نفس الزخم الهجومي. افتقر الفريق إلى التنوع في الهجمات، واعتمد بشكل كبير على الفرديات بدلاً من اللعب الجماعي. هذا جعل من السهل على دفاع الهلال تنظيم صفوفه ومنع النصر من خلق فرص إضافية.
**5. التبديلات غير المؤثرة:**
لم يكن للتبديلات التي أجراها مدرب النصر تأثير كبير على مجريات المباراة. رغم الحاجة إلى تغييرات تكتيكية لمواجهة الضغط الهلالي المتزايد، لم تأتِ التبديلات بالنتائج المرجوة، وبقي الهلال مسيطراً على المباراة حتى النهاية.
**رونالدو والانسحاب**
شهدت المباراة بين النصر والهلال لحظة مثيرة للجدل تتعلق بردة فعل كريستيانو رونالدو. بعد أن أدرك الهلال التعادل واستطاع قلب النتيجة، ظهر رونالدو غاضباً، مما أدى إلى رفضه استلام الميدالية الفضية وعدم مشاركته في الممر الشرفي بعد المباراة.
**1. ردة فعل طبيعية من نجم كبير:**
رونالدو معروف بشغفه الكبير وروحه التنافسية العالية. لذلك، لم يكن من المفاجئ أن يُظهر غضبه بعد هدف التعادل الذي أعاد الهلال إلى المباراة. كرجل اعتاد على الفوز وتحقيق الإنجازات الكبرى، قد يكون هذا الموقف بمثابة لحظة خيبة أمل شخصية له، خاصة أنه جاء في مباراة نهائية.
**2. تعبير عن الإحباط:**
رفض رونالدو استلام الميدالية الفضية قد يكون تعبيراً عن إحباطه من النتيجة النهائية للمباراة. هذا التصرف يوضح مدى تطلعه إلى الفوز فقط، وعدم رضاه بأي شيء أقل من ذلك. رغم أن البعض قد يرى في ذلك تصرفًا غير رياضي، إلا أنه يعكس مدى التزامه بمعايير عالية لنفسه وللفريق الذي يلعب له.
**3. القيادة والتأثير على الفريق:**
في نفس الوقت، يمكن أن يُنظر إلى تصرف رونالدو كإشارة إلى ضرورة مراجعة وتحسين الأداء من قبل الفريق. باعتباره قائدًا في النصر، قد يكون هذا التصرف رسالة ضمنية لزملائه بأن عليهم العمل بجدية أكبر لتحقيق الانتصارات.
**4. تأثير اللحظة:**
رغم الانتقادات التي قد يتعرض لها رونالدو بسبب هذا التصرف، يجب أن نأخذ في الاعتبار أن هذه اللحظات تحدث تحت ضغط عاطفي كبير. كل لاعب يتعامل مع الهزيمة بشكل مختلف، ورونالدو، بشغفه الكبير، اختار التعبير عن استيائه بشكل مباشر.
**الرؤية**
تصرف كريستيانو بعد خسارة النصر أمام الهلال قد يكون مثيراً للجدل، لكنه بلا شك يعكس طبيعته التنافسية العالية ورفضه للقبول بالهزيمة. في عالم الرياضة، تُعتبر ردود الفعل القوية جزءًا من الطبيعة الإنسانية، ورغم أن رونالدو لم يستلم الميدالية الفضية أو يشارك في الممر الشرفي، فإن هذا لا ينفي مكانته كأحد أعظم اللاعبين في التاريخ.
