برغم تفاؤل الشارع الرياضي المحتشم نوعا ما ، ووجود مساندة ودعم إعلامي صريح وواضح ومطلوب في هذا التوقيت الحساس من الإستعدادات التحضيرية للبطولة القارية للأبيض الإماراتي ومديره الفني الإيطالي السيد البيرتو زاكيروني .
وضرورة تأجيل ما يمكن أن يقال من مقال شين كان أو زين إلى ما بعد إسدال الستار على وضعية ونتائج الأبيض في أمم آسيا المقبلة تفرض علينا المهنية وواقع الحال الفني الضبابي .
إستبق الحدث القاري الكروي الكبير بقراءة فنية منطقية قصدنا بها التنبيه لتلافى معوقات المشهد قبل أن يقع الفأس في الرأس لا سمح الله من خلال طرح حلول إيجابية نأمل أن يستفيد منها الجهاز الفني ومحاربو الكتيبة الإماراتية الحزينين جدا لإصابة زميلهم وملهمهم أيقونة وقيثارة الكرة الخليجية والاسيوية نجم المنتخب الأول الموهوب عمر عبدالرحمن الغائب الأبرزعن تشكيلة الأبيض في البطولة القارية الأكبر قيمة وأكثر صيتا في آنحاء المعمورة .
وذلك بعد تعرضه لإصابة بقطع جزئي في الرباط الصليبي لركبة القدم اليمنى وهو الخبر الذي شكل ضربة موجعة ليس للمتخب وأنصاره وإنما لجماهير كرة القدم المحبين للمبدعين من أمثال عموري وميسي وانيستا ونيمار .
وزاد الطين بلة تجدد إصابة البلدوزر أحمد خليل في معسكر المنتخب الذي أقيم بإقليم كتالونيا في الفترة الماضية وإبتعاده بالتالي عن المشاركة مع فريق ناديه شباب أهلي دبي في المسابقات المحلية منذ عودته إلى دبي وإلى يوما هذا .
ثم تعرض المهاجم الجزراوي الخطير علي مبخوت لإصابة في معسكر برشلونة ورجوعه هو الآخر إلى أبوظبي مع خليل قبل أن يتشافى ويعود للمشاركة في الاسابيع القليلة الماضية مع فرقة فخرالعاصمة في مباريات الدوري على فترات زمنية متفاوتة ساعدته لحد ما على إستعادة جزء قليل من لياقتة البدنية التنافسية .
لكن واضح للعيان أن جاهزيته البدنية لم تصل بعد إلى منسوب الآداء التنافسي المفترض أن يصل إليه حتى يكون بإستطاعته مكاتفة ومصارعة دفاعات منتخبات القارة الكبيرة خاصة المتمرس لاعبوها في مثل هذة المناسبة الكروية القارية الأهم والأغلى من مجاميعو في روزنامة الإتحاد الأسيوي لكرة القدم .
نتفق ونختلف بموضوعية مع السيد زاكيروني لأن هدفنا جميعا هو أن يكون المنتخب بخير وجاهز للدفاع عن حظوظه من اجل تكرار إنجاز 1996م بالوصول للمباراة النهائية والمنافسة من بعد على زعامة القارة الصفراء .
وهذا الهدف لن يكون طريقه مفروش بالورود وقائم ومبني على التمني والأمنيات وإنما يحتاج تحقيقه لعمل كبير من السيد زاكيروني المطالب بمزيد من التركيز المصحوب بالعقلانية والواقعية التي تناسب لاعبينا .
في ما تبقى من زمن على مستوى تثبيت التشكيلة بدء من حراسة المرمى، ومرورا بخط الظهر الذي أضحى حقل تجارب لعدد من اللاعبين منذ قدوم الإيطالي .
والكلام نفسه يقال على وسط الملعب الذي يعتبر أهم مساحة ومنطقة في المستطيل الأخضر لأن من يعد له العدة ويختار المحاربين الماهرين والأقوياء لمجابهة المنافسين يكسب معركته ويضمن الثبات والتفوق .
ومطلوب منه أيضا الإهتمام برفع جاهزية علي مبخوت وتجهيز معاون له على أرض الملعب وفي دكة البدلاء وشخصيا أرى أن محمد خلفان المسماري مهاجم الفجيرة بديل مثالي وعنصر فاعل إذا إقتنع بقدراته الكوتش الإيطالي الذي يملك الورقة والقلم والقرار .
نتفق مع زاكيروني بأنه هو المدير الفني والمعني بإختيارات اللاعبين وتوظيفهم بالطريقة التي تخدم فكره التكتيكي لكننا نختلف معه في تعامله مع أفراد كتيبة الأبيض الإماراتي بذات عقلية تعاطيه مع أبناء جلدته لأن الفارق كبير بين اللاعبين العرب والطليان على المستويين الفني والذهني بالإضافة إلى جانب التفاوت في المقدرات البدنية واللياقية والعقليات الإحترافية التي ترجح بلا شك كفة الطليان المتفوقين في البطولات المجمعة حتى ولو لم يكونوا جاهزين بالقدر الكافي مثل المنتخبات التي كانت تسبقهم في التحضيرات قبل الحضور للمشاركة في المنافسات الرسمية ولعل فوزهم بكأس العالم 1982 في أسبانيا على حساب منتخب الأحلام البرازيلي بجهود هدافهم باولو روسي الذي إنضم من السجن للازوري وبدون تحضيرات كافية خير دليل وبرهان على طينة الطليان الكروية المختلفة عن نظيراتها الأوربية ناهيك أن تكون بعيدة بمسافات ضوئية عن طبيعة العقلية العربية الكروية.
ما قصدته هو أن طريقة إدارة زاكيروني الغير واضحة والمتقلبة الأطوار في مسالة إختيارات اللاعبين عند كل تجمع ، وعدم ثباته على تشكيلة محددة منذ عام من الآن ،
بالإضافة إلى إعتماده تكتيك دفاعي ممل لم يعهده ويتعاطاه لاعبو المنتخب مع فرق أنديتهم وإبان فترة المهندس مهدي علي صانع الفرحة ومنتخب الأحلام جاء من أم العقلية الإيطالية التي يطبقها وينجح فيها الإيطاليون أنفسهم لا غيرهم ، فهي طريقة مرسومة ومفصلة على اللاعب الإيطالي الذي يستطيع أن يصل لما يريد حتى ولو لم يكن جاهز لأنهم يمتلكون القرينتا وروح اللازوري وعقلية الكتناشيو التي رضعوها وفطموا عليها.
لا أريد أن أتطرق إلى قوائم اللاعبين الذين كان قد إختارهم الكوتش الشيبة منذ أن تسلم مهام الإشراف الفني على المنتخب فالوقت ما عاد يسعف والمسافة بيننا وبين إنطلاق العرس الآسيوي الكروي بات على مرمى حجر لكن ما يهمنا ويهم الشارع الرياضي وانصار الأبيض في كل مكان هو أن يوقف زاكيروني إختيارات التجربة في القائمة الأخيرة التي ضمت 6 لاعبين من العين هم خالد عيسى ( حارس مرمى ) ، إسماعيل أحمد ، بندر الأحبابي ( قلب دفاع ، وظهير آيمن ) ، وثلاثي خط وسط عامر عبدالرحمن ، أحمد برمان ، ريان يسلم ، ولأول مرة يختار الإيطالي 5لاعبين من النصر هم ثلاثي خط الظهر خليفة مبارك غانم ( قلب دفاع ) ، أحمد الياسي ( ظهير أيمن ) ، محمود خميس ( ظهير أيسر ) ، وأعاد لاعب خط الوسط طارق أحمد بعد تجاهله له في التجمعات السابقة ، ثم إستدعى المهاجم الشاب محمد العكبري ، وأختار من الجزيرة الخماسي فارس جمعة ( قلب دفاع ) ، خلفان مبارك صانع آلعاب ، علي مبخوت ( مهاجم ) ، أحمد ربيع ( جناج ) ، زايد العامري ( مهاجم ) ، ومن الوحدة طلب الثلاثي إسماعيل مطر ( صانع ألعاب ) ، محمد الشامسي ( حارس مرمى ) ، والشاب أحمد راشد ، ومن الوصل نادى على ثنائي الدائرة الصفراء خميس إسماعيل وعلي سالمين ، ومن الشارقة الحسن صالح وماجد سرور ، وفهد الظنحاني من بني ياس ، وسعيد جاسم من الظفرة .
ما قاله زاكيروني في السابق عن المعسكرات والإختيارات والطريقة التي يفضل أن يلعب بها والمواجهات مع المنتخبات الأقل مستوى فنيا من المنتخب الإماراتي بلعناها ومررناها لأجل أن نترك له الوقت الكافي والمساحة الزمنية التي نأمل أن يكون قد إستفاد منها ووصل بالفعل إلى تشكيلة مثالية تقوي حظوظ الأبيض الذي سيفتقد جهود الثنائي صانع آلعابه الموهوب عموري ، وبلدوزره ولد خليل في أهم حدث رياضي بالقارة .
ومع إقتراب وصول الآسيوين لديارنا ننتظر من الطلياني الشيبة الإعتماد على المخضرم إسماعيل مطر في صناعة اللعب ، وووضع الثقة في الظهير الأيمن النصراوي أحمد الياسي ، وإستدعاء مسماري الفجيرة ليكون أحد الحلول الهجومية الناجعة ، والعمل على الإستفادة من المواجهات الودية القوية أمام منتخبي الفراعنة وبوليفيا في تطبيق الخطط التكتيكية الدفاعية والهجومية .. وتثبيت التشكيلة لأن التفاؤل ما عاد وحده يكفي يا سيد البيرتو زاكيروني.
