ألعاب مختلفةالأخبار

المحمدان ” عليوة وابو بيض “: رغم البتر كرة القدم كُل حياتنا


من بين ركام الضعف والقهر انتفضوا ليقولوا ” لا للمستحيل ” شباب بعمر الورد ، قال الزمن كلمته عليهم ، بعد أن بُترت أطرافهم في المواجهات على الحدود الفلسطينية مع الاحتلال الاسرائيلي ” مسيرات العودة ” .
فكان شعارهم “الاعاقة ليست نهاية الحياة ولكنها بداية النجاح والامل ، اذا ما استثمرها الانسان” ، وكان لجمعية فلسطين لكرة القدم البتر، الفضل في تكوين فرق رياضية لكرة القدم البتر، لكي تدمج كل من تعرض لبتر أطرافهم خلال اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي على المواطنين الفلسطينيين ، واطلقت شعار ” تخطي الاصابة بالرياضة و دمجهم في المجتمع من جديد” ،فأصبحت هناك فرق رياضية خاصة في كرة القدم للبتر ومن ثم انطلق دوري كرة القدم لذوي البتر في قطاع غزة وبمساعدة الصليب الاحمر الذي دعم فرق البتر لتصبح هذه الفرق الاولي في المنطقة العربية .
أفضل لاعب في بطولة دوري كرة القدم البتر 2019
اللاعب محمد عليوة ذو الـ17 عاما من مدينة غزة ، أصيب وبترت قدمه أثناء مشاركته على الحدود الفلسطينية مع الاحتلال الاسرائيلي في مسيرات العودة التي تطالب بعودة الفلسطينيين الي اراضيهم وبيوتهم المحتلة منذ النكبة 1948م.
لم تكن إصابته بداية النهاية بالنسبة له، فقد حول ضعفه الي قوة، فكان دائما يسال نفسه كيف سأمارس الرياضة، وخاصة اني لاعب كرة قدم .
فيقول عليوة : بدأت في العودة الي ممارسة الرياضة و الي لعبة كرة القدم التي أحبها بعد شهر واحد من البتر، لم تكن البداية سهلة وخاصة في التوازن مع وجود عكازين وقدم مبتورة تصبح الحركة معقدة اكثر ولكن مع الممارسة تشعر بخفة الحركة.
ويضيف عليوة : كان حلمي بأن انضم لاحد الفرق الكروية الكبيرة في الدوري الممتاز في قطاع غزة لا يزال يراودني، ولكن كيف بعد أن بترت قدمي ؟ فرغم البتر، كرة القدم كل حياتي وبدونها حياتي لا تساوي شيئًا.
وبدأنا في تجميع فريق من مبتوري الاطراف ، بعدما أعلنت جمعية فلسطين عن تكوين فرق رياضية لذوي البتر، لكي نوصل صوتنا ورسالتنا للعالم أجمل “اننا شعب لا مستحيل لديه” ، مع انطلاق اول دوري لكرة القدم البتر ، وحصلت على لقب أفضل لاعب لمواليد “2002” في بطولة دوري كرة القدم البتر “2019”.
ويكمل : رغم عدم توفر ” العكاكيز” للاعبين ، والملاعب المناسبة لكرة القدم البتر، إلا اننا نطور في اللعبة يوما بعد يوم ، فلا تختلف قوانينها عن قوانين كرة القدم ،مع عدم لمس العكازين للكرة الي جانب عدم خروج الحارس من مرماه .

وكلّما كان الواجب أصعب كانت السعادة أعظم
أطلق اللاعب محمد أبو بيض ” عاماً ” ،الذي أُصيب وبترت قدمه في العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة “2014” شعاراً وضعه نصب عينيه بأنه “كلما كان الواجب أصعب كانت السعادة أعظم”، لكي يصل الي ما يريده، بعدما مارس ألعاب عديدة من كرة السلة للكراسي المتحركة ،وكرة الطائرة جلوس، وليبدأ في عام “2015” تأسيس فريق لكرة القدم البتر بالتعاون مع الصليب الاحمر في قطاع غزة .
يقول محمد: أن لعبة كرة القدم البتر التي تستهدف فئة المبتورين هي لعبة ذات نطاق عالمي، وتعتبر بطولة دوري المبتورين لكرة القدم هي الأولى من نوعها في فلسطين والشرق الأوسط ، فقد كان للكابتن فؤاد ابو غليون مؤسسة كرة القدم البتر في فلسطين وبالتعاون مع الصليب الاحمر، الفضل في إعادتنا الي حياتنا الطبيعية من خلال دمجنا بالرياضة مرة اخرى.
ويُضيف: عندما تُوجنا في البطولة، شعرت كأنني ولدت من جديد، تغير شي في داخلي، دفعة من الامل والقوة زُرعت في اعماقي لاستمد منها الاستمرارية ، بعدما فقدت الامل عندما بُترت قدمي، ليزول الضباب ويأتي بدلا منه فجر جديد.
زملائي في الفريق دائما يقولون : “ما دام في قلوبنا أمل سنحقق الحلم ،سَنمضي إلى الأمام ولن تقف في دروبنا الصِعاب ، تطلع دائمًا إلى المكان الذي لطالما تمنيته، تخيل وجودك فيه و وصولك له بعد كل هذا التعب”
و يحلم المحمدان ” عليوة وأبو بيض” بتمثيل فلسطين عالمياً وعربياً ضمن منتخب كرة القدم للبتر، وتسليط الضوء على لاعبي كرة القدم للبتر، وايصال رسالة للشباب “مهما حصل للإنسان يستطيع ان يجعل من محنته عنصر قوة له، ليكون أفضل في مكان أخر” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com