يحيى السويد يكتب “تصريحات عكسية”
التصريح الناري الذي خرج به الهولندي المدعو مارك فوته مدرب المنتخب الأولمبي السوري تحت ٢٣ سنة ، فور وصوله الأراضي العراقية للمشاركة في النسخة الرابعة من بطولة غرب آسيا لهذه الفئة ، والذي اختصره بعبارة : ( نحن قادمون إلى العراق ليس للمشاركة فقط بل لإحراز اللقب )
هذا التصريح أعادني للوراء أكثر من أربعة عقود ، وتحديداً إلى العام ١٩٨٢ حيث أطلق محمد عزام ، مدرب المنتخب السوري الأول آنذاك ، نفس التصريح قبيل السفر الى الرياض للمشاركة في تصفيات المجموعة الآسيوية الثانية ، لمونديال إسبانيا ١٩٨٢ وللأمانة زاد العزام على تصريح المدعو فوته ، بأنه لن يرضى إلا بالمركز الأول ، لكن على مايبدو أن كلاهما يقصد الحصول على المركز الأخير ، مستهزئين بعقول جماهير الكرة السورية وهذا ما حصل بالظبط .
فمنتخب العزام حجز المركز الأخير عن جدارة وبكل استحقاق ، بعد أن تجرع الهزيمة من المنتخبات الأربعة المشاركة بالمجموعة ( البحرين – السعودية – العراق وقطر ) وها هو فوتة يشرب ويسقي جماهير الكرة السورية من نفس الكأس ، بعد أن تذيل الأولمبي المجموعة الثانية بهزيمتين أمام فلسطين و إيران ، وهي أسوء مشاركة لللكرة السورية في النسخ الأربعة لهذه البطولة ، بعد أن حلت وصيفة في النسخة الأولى ، وثالثة في النسختين الثانية والثالثة .
أنا شخصياً لست متفاجأً من هذا السقوط ، على اعتبار أننا متعودن على ذلك ، والأهم هو نتاج سوء المسابقات المحلية وضعفها ، لذلك من الطبيعي أن يكون الحصاد هكذا .
إن تصريحات فوتة و قبله العزام وغيرهم ، ما هو إلا ذر الرماد في عيون جماهير الكرة السورية .
والسؤال هل يكفي حل الجهازين الفني و الإداري لتصحيح المسار ، ولماذا تم الإبقاء على هذا الهولندي فقط ؟
ليعلم الجميع أن المنتفعين والسماسرة الذين استقدموه كثر ، وكل خوفهم أن يفضح الرجل أعمالهم .
ولمن يريد أن يتأكد فليسأل سماسرة أحد الأندية المصرية التي تعاقدت مع هذا الهولندي سابقاً .