الإعلامي العُماني سالم الحبسي رئيس الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي بضيافة الكأس
حوار – عبدالله العبيدي
الإعلامي العٌماني سالم الحبسي رئيس الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي في ضيافة صحيفة الكأس وحديث هام يكشف فيه تفاصيل وكواليس أزمة تجميد بعض الأندية العمانية لنشاط كرة القدم وكذلك تحضيرات الاتحاد الخليجي لكأس آسيا ودوره في إنجاح مونديال العرب بقطر .
*كيف ترى تجميد نشاط كرة القدم في بعض الأندية التاريخية العُمانية وتأثير ذلك على مستقبل الكرة العمانية؟*
مرت الكرة العمانية بمنحنيات وتجارب عدة كانت السبب الرئيسي في تغيير (طبوغرافية) الكرة العمانية منها تجربة الانتخابات التي تم اقرارها في ٢٠٠٧ كأول تجربة أجريت على الاتحاد العماني لكرة القدم ، وعلى عكس المتوقع بدلا من أن تستطيع أن تكون الجمعية العمومية ( الأندية الأعضاء ) هي السلطة الأعلى وصاحبة الحضوه في قيادة قاطرة الكرة العمانية نحو التطوير والنجاح لأنها تملك في يدها النظام الأساسي الذي يخولها بمحاسبة وتقييم وتصحيح الأخطاء في الاتحاد الكروي أصبحت هذه الأندية ( أغلبها وليست جميعها ) تُقاد من قبل الاتحاد وتنفذ أجندة الاتحاد وغيرت في النظام الأساسي حسب الرغبات التي يحتاجها الاتحاد،حتى جاء موعد الإعلان عن مشروع الاحتراف الكروي الذي اطلقه الاتحاد الكروي بوعود مليونية رغم عدم حصوله على شراكة الحكومة وهو المشروع الذي قاد الأندية الى الديون والغرق في مديونيات كبيرة بسبب ما شهده سوق التعاقدات من ارتفاع وتضخم غير واقعي فقد أنجرت بعض هذه الأندية إلى الوعود المليونية التي وعدها بهم الاتحاد وفتحت بالتالي شهية التعاقدات وكبدت نفسها ديون وتثاقلت عليها القضايا حتى لم يعد أمامها سوى فرصة الهروب من الواقع وهو التجميد.
التجميد بكل الأحوال أصبح حلا للأندية التي غرقت في المديونيات والتي اكتشفت متأخرة بأن الوعود المليونية التي كانت ستأتي من الاحتراف الموعود لم تكن سوى سراب.
ومع ذلك فلم يكن قرار التجميد بالنسبة للأندية الكبيرة مثل فنجا ( بطل الأندية الخليجية ١٩٨٩م) قرارا ايجابيا لانه لم يخرج من دائرته منذ سنوات، كذلك تأثرت عدد من الأندية بسبب حلم المليون مثل نادي العروبة الذي أصبح ( الصاعد والهابط ) وغيرها من الأندية التي قررت التجميد ولم تصل إلى نتائج حقيقية وإيجابية حتى اللحظة.
نادي السويق ( وصيف الدوري ) هذا الموسم فجر قنبلة موقوتة ببيانه الذي أعلن فيه توجهه إلى تجميد الفريق الكروي وهو ما أحدث ردود فعل واسعة النطاق على اعتبار انه فريق جماهيري وذو شعبيه كبيرة ويملك قاعدة من أكبر عددا من الفرق الأهلية (٦٥ فريق كروي) وبالتالي تفاعل الإعلام الرياضي العماني مع بيان النادي بشكل قوي سعيا لعدم الوصول الى نتيجة الإيقاف لانه بهذا القرار سيكون قد حكم على شبابه بالإعدام وكذلك قراره إذا تم سيكون مؤثرا على الأندية الأخرى.
*الأحمر العُماني قدم أداءً كبيرًا في خليجي ٢٥ بالبصرة ما هو الطموح في كأس آسيا في قطر ؟*
المنتخب الوطني العماني رغم نتائجه الإيجابية في كأس الخليج وكأس العرب وتصفيات كأس العالم وكأس آسيا الآن الجماهير العمانية ترغب بإنجاز أكبر وهو المنافسة على كأس آسيا والصعود الى كأس العالم ،فلم تعد الجماهير العمانية تقتنع بكأس الخليج الذي حققه المنتخب العماني مرتين ( ٢٠٠٩ بمسقط و٢٠١٨ بالكويت ) وهذا الحلم لم يعد كافيا للجماهير العمانية التي تريد أن ترى منتخبها بين الكبار.
المنتخب العماني من خلال نتائجه في كأس آسيا الأخيرة التي جرت بأبوظبي ومن خلال القرعة التي أوقعته في المجموعة السادسة مع المنتخب السعودي كانت تصريحات المسؤولين بالاتحاد متفائلة بشكل كبير بأن يذهب المنتخب إلى أبعد نقطة في البطولة وهذا مؤشر إيجابي بأن مشاركة المنتخب العماني في كأس آسيا ستكون مختلفة ومن أجل المنافسة خاصة وان مدرب المنتخب متفائل بالمجموعة الشابه التي اختارها المنتخب والتي حققت له وصافة خليجي ٢٥ بالبصرة وهي نفسها التي خاض بها غمار تصفيات كأس العالم وكان قاب قوسين أو أدنى من التأهل رغم صعوبة المجموعة التي ضمت ( السعودية واليابان واستراليا ) اقوى المرشحين من آسيا ومع ذلك كان قريبا من التأهل الى مونديال قطر ٢٠٢٢.
نتطلع بأن تكون نتائج المنتخب الوطني في كأس آسيا القادمة بالدوحة في يناير ٢٠٢٤ أكثر إيجابية وأكثر تفائلا عن السابق وهو ما سيقود المنتخب إلى تحقيق حلم التأهل الى المونديال القادم ٢٠٢٦.
*الشيخ سالم الوهيبي له أياد بيضاء على الكرة العمانية في رأيك ما هي أبرز إنجازات الاتحاد العماني تحت قيادته؟*
لم يخلو أي رئيس اتحاد مر على رئاسة الاتحاد من الانتقادات الإعلامية او الجماهيرية وهذا أمر طبيعي كون اتحاد الكرة يدير اللعبة الشعبية الاولى في سلطنة عمان، وأجد بأن الشيخ سالم الوهيبي نجح في أن يُعيد وضع الاتحاد الكروي الى موقعه الآمن .. فقد نجح في إدارة (ملف المديونية ) واستطاع أن يتجاوز المديونية خلال السنوات الماضية بهدوء وبدون أن يؤثر على برامج الاتحاد والمنتخبات والمسابقات بل العكس يعد الاتحاد العماني لكرة القدم اليوم من أفضل الاتحادات من حيث الإدارة المالية .. كما نجح الوهيبي أن يعيد العلاقات بشكل سريع مع الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا ) وكذلك مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وخرج منهما بمكاسب فنية وإدارية ومالية كبيرة.. كما نجح الوهيبي في إعادة المنتخب الوطني الاول الى الواجهة فعندما استلم رئاسة الاتحاد في ٢٠١٦ كان تصنيف المنتخب ( ١٣٥ دوليا ) واستطاع ان يقفز به إلى التصنيف ( ٧٩ دوليا ) ويحقق اللقب الثاني لكأس الخليج والتي جرت بالكويت ٢٠١٨ بعد عام من رئاسته للاتحاد وهذا يحسب له كشخصية متمرسة بعلاقاتها الدولية وخبرتها الكروية.
كما نجح نادي السيب في فترة رئاسة الوهيبي أن يحقق لقب كأس الاتحاد الآسيوي كأول نادي عماني في عام ٢٠٢٢م.
ومازالت الكرة العمانية تحتاج الكثير وأعتقد بان الوهيبي قادر على تنفيذ وتحقيق العديد من الملفات المهمة للكرة العمانية منها تطوير الدوري العماني وأنا أجزم بأن هناك حزمة تطويرية سيكشف عنها النقاب قريبا .. كذلك تسويق المسابقة الكروية محليا وخليجيا وهذا أحد الملفات المهمة التي يعمل عليها الاتحاد وننتظر ان تتكشف نتائجه بالإضافة إلى تحقيق حلم التأهل الى كأس العالم ٢٠٢٦.
*الإعلام الخليجي ساند ودعم كأس العالم في قطر وكان له تأثيره القوي كيف ترى دور الصحف الخليجية و الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي في الدوحة؟*
الاعلام الرياضي الخليجي كان شريكا حقيقيا مع كأس العالم منذ الإعلان عن استضافة الدوحة لمونديال قطر ٢٠٢٢ وساهم الإعلام الرياضي الخليجي بكل إمكانياته في دعم جميع الملفات ووقف كذلك صدا أمام جميع الهجمات والمحاولات التي كانت هدفها تشويه السمعة العربية وكان هناك تجاوب ايجابي من معظم الصحف الخليجية والعربية على حد سواء في دعم مونديال قطر حتى في اللحظات الحرجة كان معظم الإعلام الرياضي الخليجي يعمل بشكل متناسق ومباشر مع المسؤولين عن مونديال قطر ٢٠٢٢ .
وهناك العديد من المهام تم إنجازها في مراحل العمل والاستعداد للمونديال العربي والتي أثبتت نجاحها وكذلك تم دعم كل المحطات الرئيسية للمونديال خلال مراحل الاعداد الطويلة ( ١٢ عاما ) من الشراكة الإعلامية الرياضة الخليجية وكانت النتيجة نجاح كبير يفوق الإنجاز لمونديال قطر ٢٠٢٢ .
*بحكم كونك أحد خبراء الإعلام كيف رأيت تغطية الكأس في كأس العالم وملحقها اليومي عن البطولة؟*
صحيفة الكأس أحد الصحف الرياضية التي أفخر بها في منظومة الإعلام الرياضي الخليجي خاصة والعربي عامة وأثبتت من خلال رسالتها المهنية بأنها قادرة على مواجهة اكبر الصحف الرياضية بخبرتها ومهنيتها وشبكة مراسليها الذين يؤدون دورا مهنيا رفيع المستوى بجوار جرأتها في نشر ملحق خاص عن مونديال قطر ٢٠٢٢ كان دليلا واضحا بأنها تعي حجم المسؤولية المهنية الملاقاة على عاتق الإعلام الرياضي الخليجي ،وحقيقة أراهن عليها بأن تكون أفضل الصحف الرياضية في المنطقة إذا ما وجدت الدعم لتحقيق ذلك.
*الصحف الورقية وخصوصًا الرياضية منها تُعاني قلة المواد ما هي نصيحتك ؟*
تطورات العصر وتغييراته فرضت على الصحف الورقية واقعا جديدا لابد من أن تسايره حتى تستمر ديمومتها أو أنها ستسلم الراية كما سلمتها كثير من الصحف الورقية في العالم.
لابد للصحف بأن تطور من منظومتها الإلكترونية فالعالم اليوم لم يعد ينتظر ليقرأ من الصحيفة الورقية لان كل العالم أصبح في قبضة يد الإنسان من خلال (جهاز الهاتف ) وبالتالي الوصول أصبح اسرع وأقوى تأثيرا وبالتالي لابد للصحف ان يكون انتشارها على منصات التواصل الاجتماعي أكبر وكذلك عليها ان تجري بحوث تطويريه في الإعلام الجديد حتى تتواكب معه لتكون موجودة وتوسع من انتشارها من خلال ابتكار برامج رياضية فعالة على قنواتها وابتكار سبل وطرق للانتشار فلم تعد الصحيفة الورقية لها مكان في هذا العالم السريع والمتسارع.
*ماهي ترتيبات الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي لكأس آسيا في الدوحة؟*
ظل الاتحاد الخليجي للاعلام الرياضي يعمل بهدوء بسبب الأزمة التي عصفت بالمنطقة الخليجية ونجح في أن يتجاوز التجربة بأقل الاضرار وأقام فعالياته خلال دورات كأس الخليج في الكويت ٢٠١٨ وكذلك في خليجي ٢٤ بالدوحة وفي خليجي ٢٥ بالعراق دون أن يكون هناك خللا في المنظومة.
وهناك العديد من المقترحات بإذن الله سيتم تنفيذها خلال الفترة القادمة وإعادة الانشطة الاعلامية بشكل متدرج حتى نعود الى نفس مستواها السابق.
كأس آسيا هي أحد البطولات المهمة التي تقام بمنطقة الخليج ودورنا هنا يتمحور أولا نحو دعم هذه البطولة لانجاحها إعلاميا وثانيا بأن يكون هناك حضور إعلامي رياضي خليجي كبير خلال الحدث لنتمكن من إنجاح الحدث إعلاميا ،إضافة إلى تنظيم عددا من الفعاليات الإعلامية خلال كأس آسيا والتي سيتم الإعلان عنها قريبا.