FIFA والاتحاد الدولي لجمعيات لاعبي كرة القدم المحترفين يجددان التزامهما بمكافحة الإساءة الإلكترونية

أصدر FIFA اليوم بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية بالأمم المتحدة تقريرا حول مستويات الإساءة الإلكترونية الموجَّهة للمشاركين في بطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™.
وتم نشر هذا التقرير بعد أيام قليلة من اجتماع رئيس FIFA، السيد جاني إنفانتينو، مع اللاعب فينيسيوس جونيورالذي تعرّض لعدة إساءات عنصرية أثناء مشاركته مع ناديه هذا الموسم لمناقشة كيفية تعامل أسرة كرة القدم مع قضايا التمييز.
وكان FIFA قد أعلن قبل عام مضى عن التزامه بضم جهوده للاتحاد الدولي لجمعيات لاعبي كرة القدم المحترفين من أجل وضع خطة تحمي الفرق المشاركة واللاعبين والمسؤولين والجماهير من الاعتداءات على وسائل التواصل الاجتماعي خلال بطولاته الدولية.
وبفضل هذا الالتزام الذي بُني عن بحث مستقل حول مستويات الإساءة الإلكترونية في بطولتين دوليتين سابقتين (بطولة أمم أوروبا 2020 وكأس الأمم الأفريقية 2021)، أنشأ FIFA والاتحاد الدولي لجمعيات لاعبي كرة القدم المحترفين خدمة حماية من الإساءة على وسائل التواصل الاجتماعي (SMPS) وهي عبارة عن مجموعة من الأدوات المُصمّمة خصيصا لحماية المشاركين في أحداث FIFA.
وكشف التقرير الذي تم نشره اليوم عن أن مباراة ربع نهائي كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢ بين إنجلترا وفرنسا هي الحدث الذي شهِد أعلى نسبة من التعليقات السلبية المسيئة خلال البطولة، وكان مصدر أغلب التعليقات المسيئة (38%) من حسابات موجودة في أوروبا و(36%) من أمريكا الجنوبية.
عالجت خدمة الحماية من الإساءة على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من 20 مليون منشور وتعليقا على فيسبوك وإنستغرام وتيك توك وتويتر ويوتيوب طيلة البطولة، وبعد تحديد التعليقات المسيئة بفضل الذكاء الاصطناعي المتخصص والمُعزّز بمرحلتين من التحليل البشري، تم تأكيد وجود 19636 منشورا وتعليقا مسيئا أو تمييزيا أو تهديديا.
وتم التبليغ عن هذه المنشورات والتعليقات مباشرة إلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي ذات الصلة لما تنطوي عليه من انتهاكات لقوانينها الخاصة، حيث أزالت هذه الأخيرة المنشورات المسيئة في غالب الأحيان مباشرة بعد استلامها لتبليغ FIFA.
كما وُضع برنامج إشراف رهن إشارة كل من المنتخبات المشاركة في البطولة واللاعبين على حد سواء ليتمكنوا من إخفاء التعليقات الجارحة تلقائيا وآنيا (بما في ذلك البريد المزعج) من صفحاتهم، حيث تم إخفاء إجمالي 286,895 تعليقا قبل أن يصل إلى الجمهور المستهدف أو متابعي الحسابات.
وتم التعرف بشكل مؤكد على أكثر من 300 شخص نشروا تعليقات مسيئة أو تمييزية أو تهديدية خلال البطولة، وسيتم مشاركة هذه المعلومات مع الاتحادات الوطنية ذات الصلة والسلطات القانونية المختصة لتسهيل اتخاذ إجراءات ملموسة ضد المتجاوزين.
وفي هذا الصدد، قال رئيس FIFA جاني إنفانتينو: “إن وَضع FIFA فيما يتعلق بالتمييز واضح جدا، فلا يوجد مكان لأي شكل من أشكال التمييز في كرة القدم والمجتمع بصفة عامة، وقد سلط التقرير الضوء على وجود منشورات تمييزية على وسائل التواصل الاجتماعي خلال بطولاتنا، مثل كأس العالم FIFA، لذا يلتزم FIFA باتخاذ الخطوات اللازمة لمعالجة هذا الأمر من خلال آليات التبليغ والحذف المتاحة بمساعدة خدمة الحماية من الإساءة على وسائل التواصل الاجتماعي.”
“من خلال نظامنا الأساسي، يقع على عاتق FIFA واجب حماية كرة القدم، ولا سيما اللاعبين والمشجعين، ولهذا السبب تظل خدمة حماية وسائل التواصل الاجتماعي سارية طوال فترة كأس العالم للسيدات FIFA وما بعدها. ومع ذلك ، يتوقع FIFA أيضًا أن تقبل جميع السلطات ومنصات التواصل الاجتماعي مسؤولياتها وأن تدعمنا في مكافحة جميع أشكال التمييز “.
من جهته، أوضح رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات لاعبي كرة القدم المحترفين، دفيد أغانزو: “رغم أن الأرقام والنتائج المذكورة في هذا التقرير غير مفاجئة لنا، إلا أنها مقلقة بشكل كبير، وتُعتبر تذكيرا لجميع المشاركين في لعبتنا، وينبغي أن تؤدي إلى توفير تدابير وحلول وقائية للاعبين الذين يواجهون هذا النوع من الاعتداءات بشكل متزايد، فَكُرة القدم مسؤولة عن حماية اللاعبين والمتضررين في أماكن عملهم، لذلك سيستمر الاتحاد الدولي لجمعيات لاعبي كرة القدم المحترفين وFIFA في التعاون من أجل توفير نفس الخدمة في كأس العالم للسيدات FIFA أستراليا ونيوزيلندا، ولكننا لا نستطيع النجاح بمفردنا، فنحن بحاجة إلى دعم كل الجهات الفاعلة إذا أردنا خلق بيئة أفضل وأكثر أمانا لكرة القدم”.
ستشمل خدمة الحماية من الإساءة على وسائل التواصل الاجتماعي بطولة كأس العالم للسيدات FIFA أستراليا ونيوزيلندا 2023™ التي ستنطلق بعد شهر واحد، ووافقت العديد من المنتخبات المشاركة على تطبيق ميزة المراقبة في الخدمة لتقييد نشر الإساءات الإلكترونية آليا وآنيا.
سيواصل FIFA حواره مع منصات التواصل الاجتماعي لتشجيعها على اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد كل من ينشر رسائل مسيئة أو تمييزية أو تهديدية إلى المنتخبات واللاعبين المشاركين في بطولاته، كما سيستمر FIFA في إحالة بيانات المتجاوزين إلى الاتحادات الوطنية المعنية والسلطات القانونية المختصة لدعمها في اتخاذ إجراءات عقابية ملموسة ضدهم.
يوفر FIFA نظاما رقميا سريا وآمنا يُمكِّن الأفراد من الإبلاغ عن أي مخاوف تتعلق بالإساءة، ويمكن لمستخدميه إرفاق الوثائق الداعمة وإنشاء صندوق بريد مجهول يسمح لهم بالتواصل مع FIFA دون تقديم أي معلومات شخصية، إذ يتبنى FIFA نهجا لا يتسامح فيه أبدا مع الإساءة في كرة القدم، وسيتم التعامل مع كل القضايا المُثارة بما يتماشى مع لوائحه ومدونة قواعد السلوك ومبادئه التوجيهية الداخلية.