مقالات رأي

ترياء البنا تكتب ” التورنيدو يُكمل اللوحة “

 

 

في ليلة اكتست بالأخضر والأزرق، أكمل الفتى الذهبي للأخضر السعودي وزعيم آسيا، إحدى أهم القطع لاكتمال اللوحة الفنية التي ترسمها كرة القدم بالمملكة.

 

على مسرح المياسة، بمركز قطر الوطني للمؤتمرات، حصد سالم الدوسري لقب أفضل لاعب في آسيا داخل القارة، وترشح سعد الشهري لجائزة أفضل مدرب، وأعلن رئيس الاتحاد الدولي أن السعودية هي الأقرب جدا لاستضافة مونديال كأس العالم 2034، باعتبارها الملف الوحيد، بعد انسحاب أستراليا.

 

وما كل ذلك إلا ترجمة بديهية لما تجنيه المملكة العربية السعودية من عمل كبير بدأ منذ سنوات ويصل يوما تلو الآخر إلى محطة جديدة تبهر كل متابعي قطار الرباضة السعودية.

 

سالم الدوسري مثال حي لجيل تم العمل على تأهيله منذ مراحل سنية متقدمة، بأهداف تم تحقيقها بالوصول إلى منصات التتويج محليا، قاريا، دوليا ( رفقة الهلال)، وخارجيا رفقة المنتخب الأول والظهور المشرف بنهائيات كأس العالم في قطر، والفوز على حامل اللقب، الذي سيظل التاريخ يذكر أن هزيمته الوحيدة في المونديال كانت أمام الصقور الخضر.

 

الدوسري نموذج يثلج الصدر، نجح في تحقيق أقصى استفادة من تجربة إسبانيا، حين تم إرساله مع 8 آخرين إلى أندية إسبانية مختلفة لثقلهم وتجهيزهم قبل كأس العالم بروسيا 2018، والتحق سالم بنادي فياريال الذي تنبه لمهاراته وطلب استعارته لستة أشهر للمشاركة في الدوري الأوروبي، وشارك في تعادل الفريق أمام ريال مدريد في الدوري الإسباني بعد تأخر الفريق بهدفين وأظهر لمسات لافتة، وارتبط اسمه فيما بعد بأندية مثل شيفيلد يونايتد ونيوكاسل، لكنه استكمل مشوار النجاح والتتويج رفقة الهلال.

 

ومع استقطاب الأندية السعودية لأهم اللاعبين العالميين من الدوريات الكبرى، توقع الكثيرون انخفاض أسهم اللاعب الوطني خاصة مع العدد الكبير المسموح به لكل ناد والذي وصل إلى 8، لكن المعدن الأصلي لسالم الدوسري ظهر ليضع بصمته القوية بين لاعبين كبار يجاورونه داخل المستطيل الأخضر، وفرض نفسه بقوة مؤكدا أن نجوميته لم تأت من فراغ وإنما من عمل واجتهاد والتزام وإثبات شخصية البطل داخل الملعب في أهم وأقوى المواجهات، ليتوج صاحب ال32 عاما بجائزة الأفضل قاريا في إحدى ليالي المملكة التي لن تنسى مع خمس مرات سابفة حصل فيها لاعبو المملكة على الأفضل آسيويا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى