الكأس – يحيى السويد
لم تكن جماهير المنتخبين الألماني والإسباني، ولا حتى عشاق العملاقين في مختلف أنحاء العالم، تتمنون أن تأتي مواجهتهما الكبرى مبكرة في الدور ربع النهائي. بل كانت تلك الجماهير تنتظر أن تكون الموقعة النارية في المشهد الختامي في برلين. عملاقا البطولة يتساويان بعدد الألقاب، حيث يملك كل منهما ثلاثة ألقاب في الصدارة، وربما تكون مباراة اليوم فضاً للشراكة بينهما، في حال واصل الفائز مشواره بنجاح حتى الحصول على الكأس.
## هل تنفع الأرض أصحابها؟
المنتخب الألماني المضيف قدم نفسه بقوة في أول مباراتين في دور المجموعات أمام أسكتلندا والمجر، قبل أن يبدو حملاً وديعاً أمام سويسرا في الختام، وبفضل التعادل المتأخر أمن صدارة المجموعة. ثم عاد لمستواه على حساب الدنمارك في ثمن النهائي. بدوره، الماتادور وجه رسالة شديدة اللهجة لجميع المنتخبات المرشحة للقب، بعد أن دك شباك كرواتيا بثلاثية نظيفة مع الرأفة، لكنه عانى قليلاً في مباراتي إيطاليا وألبانيا، لكنه حقق الأهم بعد أن أنهاهما بفوز ضئيل وشباك نظيفة، فقبض على صدارة المجموعة الثانية بالعلامة الكاملة. وهو المنتخب الوحيد الذي حقق هذا الإنجاز في النسخة الحالية، وسرعان ما كشر عن أنيابه وأظهر نواياه بعد اكتساح جورجيا الشجاعة برباعية من ريمونتادا متميزة في ثمن النهائي. ورغم أن أكثر التوقعات تشير إلى فوز إسباني، إلا أنه ليس بالأمر السهل، فالألمان ليس لهم أمان، خاصة وأن المباراة على أرضهم وأمام أعين جماهيرهم. وهم بالتأكيد لا يريدون بأي شكل من الأشكال، تكرار نكسة نسخة 1988 التي كانت بضيافتهم أيضاً، عندما هزموا أمام هولندا في نصف النهائي.
## إسبانيا أكثر حضوراً
يتفوق المنتخب الإسباني على نظيره الألماني بعدد مرات الظهور في الدور ربع النهائي في تاريخ البطولة، والذي اعتمد لأول مرة في النسخة العاشرة 1996. حيث بلغه في خمس مناسبات، تمكن من تجاوزه ثلاث مرات: 2008 على حساب إيطاليا بركلات الترجيح، وأمام فرنسا في النسخة التالية 2012 وفي النسختين توج باللقب. كما مر منه في النسخة السابقة على حساب سويسرا بركلات الترجيح. أما المرتان اللتان غادر فيهما، فكانت الأولى في نسخة 1996 أمام إنجلترا بركلات الترجيح، والثانية في نسخة 2000 أمام فرنسا. أما المنتخب الألماني فقد وصل لربع النهائي أربع مرات، تمكن من العبور إلى نصف النهائي في كل المرات، أحرز اللقب في مرة واحدة فقط، وكانت في نسخة 1996 عندما مر على حساب كرواتيا، وفي نسخة 2008 تغلب على البرتغال، اتبعه بفوز آخر على اليونان في نسخة 2012 ثم تجاوز إيطاليا بركلات الترجيح في نسخة العام 2016.
## رائحة ثأر
يتفوق أصحاب الأرض على الماتادور من خلال المواجهات المباشرة بينهما لكن بشكل ضئيل. فمن أصل 26 مباراة جمعتهما وجهاً لوجه في جميع المسابقات الرسمية والودية، بينها 7 مواجهات في البطولات الكبرى (5 مباريات في كأس العالم ومباراتين في أمم أوروبا) حقق الألمان تسعة انتصارات، مقابل فوز الإسبان بثماني مباريات، وقال التعادل كلمته في تسع مناسبات. ويتفوق الأخير بعدد الأهداف وإذا كان آخر لقاء بينهما انتهى بالتعادل 1-1 في كأس العالم الأخيرة في قطر في دور المجموعات، فإن الألمان لم ولن ينسوا الهزيمة الأليمة في إياب مسابقة دوري الأمم الأوروبية المسار الأول، عندما هزموا بنتيجة قاسية جداً وصلت إلى نصف دزينة من الأهداف دون رد في عام 2020.
## مواجهاتهما في البطولة
مواجهتان فقط جمعتهما في تاريخ البطولة كانتا في دور المجموعات وتبادلا الفوز فيها. في الأولى فازت إسبانيا بهدف نظيف ومتأخر سجله ماسيدا في نسخة 1984، وفي النسخة التالية 1988 ردت ألمانيا الصاع صاعين وفازت بهدفي نظيفين سجلهما رودي فولر.
## خبرة وشباب المدربين
ستكون المواجهة بين مدربين من جيلين مختلفين، وبكل تأكيد يملك دي لافوينتي المدرب الإسباني الخبرة أكثر من ناغلسمان. فالأول بعمر 63 عاماً، والآخر لم يصل بعد إلى 36 عاماً.
## النجوم والتشكيلتان
تعج صفوف المنتخبين بالنجوم البراقة التي تجمع بين الشباب والخبرة. يفضل ناغلسمان اللعب بالغالب بطريقة 4-2-3-1 ومن المتوقع أن يدفع كالعادة بالحارس الكبير والخبير مانويل نوير، وأمامه رباعي سيتكون على الأغلب من ميتلشتات وكيميش على الجانبين، وبينهما روديغير وتاه أو شلوتربيك، وأمامهم لاعبي الارتكاز توني كروس وأندريش، وثلاثي الوسط غندوغان وموسيالا وساني، ورأس حربة وحيد كالعادة هو هافيرتز. على الجانب الآخر يلعب دي لافوينتي بطريقة كلاسيكية تناسب لاعبيه وهي 4-3-3 وسيكون سيمون حامياً للشباك، ورباعي خط الظهر المكون من كوكوريلا ولابورت ولونورماند وكارفخال، وفي وسط الميدان رويز ورودري وبيدري، وفي المقدمة المراهقان لامين يامال ونيكو ويليامز وبينهما المخضرم موراتا.