خالد الغول يكتب ” تحدي الكبار بين المانشافت وجمهوره ولاروخا ونجومه”

أكثر فريقين جمعا نقاطًا في الدور الأول في يورو 2024 وأكثر منتخبين حملا لقب اليورو سيقصي أحدهما الآخر.
إسبانيا التي ظهرت كأفضل المنتخبات الأربع والعشرين وكانت الوحيدة التي حصدت الرصيد الكامل تسع نقاط في أصعب المجموعات، وألمانيا التي بدا جمهورها المضيف متفائلًا هذه المرة بإمكانية التتويج باليورو بعد غياب 28 سنة منذ أن أحرز المهاجم القديم أوليفر بيرهوف الهدف الذهبي على التشيك في ويمبلي عام 1996.
ملعب إن إتش بي أرينا في مدينة شتوتجارت سيعود له المانشافت الألماني مجددًا بعد أن خاض لقاءً سهلًا على أرضه وانتصر بثنائية على نظيره المجري، لكن الوضع الآن مختلف تمامًا إذ سيخوض المانشافت لقاءه الأصعب الذي يراه الكثيرون النهائي المبكر في البطولة بخلاف أن ألمانيا وتبعتها إسبانيا هما أكثر من حمل كأس اليورو المميزة بأذنيها الأصغر حجمًا من كأس دوري الأبطال الخاصة بالأندية حيث فازت بها ألمانيا تحت مسمى ألمانيا الغربية عامي 1972 و1980 ثم ألمانيا الموحدة عام 1996 بينما فازت بها إسبانيا في النسخة الثانية عام 1964 ثم باتت الوحيدة التي تفوز باللقب مرتين متتاليتين عامي 2008 و2012.
وربما يتفائل الألمان الذين يقودهم المدرب الأصغر في السابعة والثلاثين عامًا جوليان ناجيلزمان بعجز منتخب لا روخا الإسباني عن تحقيق الفوز على البلد المضيف في المراحل الإقصائية للبطولات الكبرى، إذ خسر من إسبانيا من قبل تسع مرات أمام أصحاب الضيافة في مراحل خروج المغلوب وآخرها أمام منتخب الدب الروسي الذي استغل تشجيع جماهيره وأخرج إسبانيا من دور الـ16 في مونديال 2018 بركلات الترجيح.
لكن المنتخب الإسباني الذي نجح مدربه لا فوينتيه في تقديم نسخة إسبانية قوية لا ينسى ربما أشهر لقاءين جمعاه مع منافسه وكان التفوق فيهما إسبانيًا بشكل واضح سواء في نهائي يورو 2008 في فيينا بهدف فيرناندو توريس وبعده بسنتين في نصف نهائي المونديال الجنوب أفريقي بهدف بويول الرأسي وقتها. ولم يشكك أحد بأحقية الإسبان وقتها بالفوز لأنهم كانوا المنتخب الأفضل عالميًا وكان بإمكانهم تسجيل أهداف أكثر في الشباك الألمانية في كلا اللقاءين.
لكن المعايير هذه المرة قد تميل للتكافؤ إذا ما استثنينا عامل الأرض والجمهور للمانشافت الألماني، وقد ظهر واضحًا مدى قدرة الفريقين على المواصلة لأكبر قدر ممكن في البطولة بعد حجز المكان بين الثمانية الأكبر. فمنتخب لا روخا عرف كيف يرد على مفاجأة البطولة جورجيا وعلى هدفها المبكر العكسي وسجل أربعة أهداف جعلت المدرب دي لافوينتيه يقول بعد المباراة “سجلنا أربعة أهداف ولكن النتيجة لم تكن عادلة فكان يمكننا أن نسجل ثمانية أهداف أيضًا بعد أن أهدرنا فرصًا سهلة جدًا”.
والمنتخب الألماني المدعوم بجمهوره الكبير أيضًا واجه منافسًا أكثر صعوبة لكنه عرف كيف يتخلص منه وفي الأوقات الحاسمة بعد أن قاومه المنتخب الدانماركي لأكثر من خمسين دقيقة رغم ما قيل عن أخطاء التحكيم في تلك المباراة. المنتخب الإسباني الذي حافظ على نظافة شباكه في الدور الأول ظهرت عناصره منسجمة مع أسلوب لا فوينتيه وكان تصدره للمجموعة الأصعب محل إعجاب بعد ثلاثية على كرواتيا التي اعتادت على تعذيب الكبار وبعدها كان يمكن أن تحقق انتصارًا تاريخيًا على جارتها إيطاليا لولا الحارس الإيطالي دوناروما الذي منع فضيحة بحلاجل لصالح الإسبان الذين خاضوا اللقاء الأخير بغياب الكثير من الأساسيين واكتفوا بهدف على ألبانيا.
ولا شك أن الاعتماد على القائد موراتا ومعه أولمو إضافة إلى أصغر لاعب في البطولة وطالب المدرسة لامين يامال صاحب الأصول المغربية الذي اختار تمثيل لا روخا والذي كان خيارًا هجوميًا أو في خط الوسط لدى المدرب. إلا أن الورقة الرابحة تمثلت بالمهاجم نيكولاس ويليامز الذي أظهر أنه المهاجم الأسرع في البطولة حتى الآن وكان مربكًا لأي دفاع قابله، كما أن مجهود رودري الخبير وبيدري أحد العناصر الشابة مهم جدًا في قيادة الوسط الإسباني. ويبقى دور الحارس سيمون الذي حافظ على مكانه الأساسي كما كان في اليورو الماضية وفي مونديال قطر.
بدوره فإن الألمان الذين سجلوا أعلى رصيد من الأهداف حتى الآن والبالغ عشرة أهداف نصفها في مباراة الافتتاح السهلة على إسكتلندا يريدون ألا يفوتوا الفرصة بالتتويج على أرضهم بلقب كبير منذ فوزهم بلقب المونديال 1974 أيام الراحلين بيكنباور ومولر. وأمورهم تسير بشكل مثالي حتى الآن ليعود الفريق الألماني الذي لا يعرف الاستسلام كما هو معروف عنه حتى عندما كاد الفريق أن يخسر آخر مبارياته في الدور الأول أمام سويسرا والتي لو تحققت فلم تكن لتمنع مواصلة الفريق البطولة لولا المهاجم فولكروغ الذي منح الألمان نقطة التعادل وصدارة المجموعة في آخر لحظة.
ولا زال الحارس مانويل نوير الذي لم يتغيب عن تمثيل المانشافت منذ مونديال 2010 يشكل صمام الأمان الخبير في المرمى الألماني، لكن لاعب الفريق البافاري ذو الأصل النيجيري جمال موسيالا ظهر كأكثر عناصر الفريق الألماني تأثيرًا كلاعب وسط يتقدم خلف المهاجمين حيث سجل ثلاثة أهداف حتى الآن ويتصدر لائحة الهدافين مع ثلاثة أسماء أخرى ومعه في الوسط توني كروس الذي يحضر نفسه للاعتزال ولكن مع تحقيق لقب كبير يودع به الملاعب ومع جوكر الوسط والدفاع كيميتش الذي أيضًا يحافظ على مستواه عبر السنوات بشكل يجعله لا يفقد مركزه مع ناديه البافاري أو المانشافت.