العبقري لا فوينتي يصنع التاريخ
الكأس – حسين أبوتاكي
أثبتت كرة القدم الإسبانية مجدداً أنها ولّادة للمدربين العباقرة الذين يغزون العالم حالياً في مختلف الدوريات لينضم العبقري لويس دي لا فوينتي لقائمة طويلة من المدربين المتميزين بعد قيادته منتخب بلاده للتتويج بلقب اليورو.
وتميزت إسبانيا في سلسلة طويلة ضمت فيسينتي ديل بوسكي ورافاييل بينيتيز وخواندي راموس مروراً ببيب جوارديولا وإيمري أوناي، وميكيل أرتيتا، ولويس إنريكي، وأندوني إيراولا، وفيليكس سانشيز وأخيراً تشابي ألونسو.
في 8 ديسمبر 2022 وقع الاختيار على لويس دي لا فوينتي لقيادة المنتخب الأول خلفاً للويس انريكي بعد خروج المنتخب مبكراً من مونديال 2022 وبعد سلسلة اخفاقات في 6 بطولات كبرى بين 2014 و 2022.
وجاء اختيار لا فوينتي (63 عاماً) بعد قرابة 10 سنوات قضاها مع منتخبات الفئات السنية الإسبانية ونجاحه بالتتويج بلقب أوروبا تحت 19 عام في سنة 2015 ولقب أوروبا تحت 21 عام في سنة 2019 ووصافة أولمبياد طوكيو 2020 مع منتخب تحت 23 سنة.
وثبّت لا فوينتي أقدامه سريعاً مع المنتخب الأول ليحقق لقب دوري الأمم في يونيو 2023 بعد ستة أشهر فقط من توليه المنصب لينجح في كسب ثقة الإعلام والجماهير في إسبانيا قبل أن يصبح محبوب الجميع من خلال تحقيقه لقب اليورو بالأمس ويعيد الأفراح لإسبانيا بعد 12 عام من الإنتظار.
لم يكتفي لا فوينتي بتحقيق اللقب بل صنع منتخباً مميزاً يغلب عليه اللاعبين الشبان مع تطعيمهم ببعض عناصر الخبرة وقدمت إسبانيا أداءً رفيع المستوى حيث كانت المنتخب الذي قدم الكرة الأجمل بشهادة جميع الفنيين والخبراء.
وقهر لا فوينتي جميع الظروف ليقود لا روخا لتجاوز المجموعة الحديدية التي ضمت كرواتيا وإيطاليا وألبانيا ثم إقصاء جورجيا وألمانيا وفرنسا توالياً قبل الانتصار في النهائي أمام الإنجليز وتحقيق اللقب في طريق قد يكون الأصعب تاريخياً.
وأصبح لا فوينتي بهذا الإنجاز أول مدرب يحقق ألقاب بطولة أمم أوروبا وبطولة أمم أوروبا تحت 21 عاما وبطولة أمم أوروبا تحت 19 عاما ودوري الأمم الأوروبية.