مقالات رأي

أحمد الطوال يكتب “أزمة تحكيم أم أزمة وعي؟”

 

 

شهدت الجولة السادسة من منافسات كرة اليد السعودية في الأسبوع المنصرم أحداثًا مؤسفة جدًا في لقاءات الصفا ضد الهدى ومضر ضد المحيط والنور ضد القارة، وصلت في بعضها للأسف إلى التشابك بالأيدي والتهجم، وكلها احتجاجات وبيانات موجهة تُوجه فيها أصابع الاتهام ضد التحكيم في هذه اللقاءات الثلاث، مما شوه صورة التنافس الرياضي الجميل.

 

لابد أن نعترف منطقيًا بأن التحكيم جزء من اللعبة والأخطاء واردة، وأفضل الحكام هم أقلهم أخطاءً. ونؤكد أن أغلب جماهير الأندية من فئة الشباب وتغلب عليهم العاطفة، ويصدرون في كثير من الأحيان أحكامًا مخالفة للواقع وللأحداث أو الأخطاء التي احتسبت على فرقهم وأنديتهم. يرفعون أصوات الشكوى والتظلم من هذا الحكم أو ذاك نتيجة صافرة يعتقدون أنها غيرت نتيجة أو مجرى مباراة دورية، مما ينعكس تأثير هذه الأفكار السلبية على سلوك بعض اللاعبين في أرضية الملعب.

 

في غمار هذه الإشكالية التحكيمية العالمية والمحلية التي تتصدر المشهد في كل مباراة منذ مواسم وسنوات بعيدة فائتة، نطرح سؤالًا صريحًا وشفافًا على الاتحاد والمهتمين والمتابعين واللاعبين من باب المصلحة العامة، بعيدًا عن العواطف والميول: هل حكام دوري كرة اليد السعودي المحليون واكبوا تطور وقوة الدوري السعودي في ظل مشاركة اللاعب الأجنبي المحترف والمنافسة الشرسة بين فرق الدوري، بوجود رئيس لجنة التحكيم الأجنبي رامون، رئيس لجنة الحكام الدولي سابقًا، والمحاضر البحريني الدولي رضي حبيب؟ وهل تم فعلاً تطوير قدرات حكامنا بما يتناسب مع التفاعل والشغف الجماهيري الكبير وتطور كرة اليد السعودية؟

 

على الرغم من كل ما يحدث من أخطاء وكوارث تحكيمية غير مقصودة، فإننا نرفض رفضًا قاطعًا مثل هذه التصرفات الخادشة للحياء والخارجة عن الروح الرياضية وعن المألوف، ونشجب وندين الركل والرفس والتهجم على الآخرين قولًا أو فعلًا، سواء من الجمهور أو اللاعبين والإداريين أو الحكام، سواء في المدرجات أو في مواقع التواصل الاجتماعي. ونربأ بأنفسنا وجمهورنا العزيز عن مثل هذه الأساليب المقيتة وهذه التصرفات الشنيعة والغريبة. وندعو للتعقل وضبط النفس والأعصاب وقت الغضب، وهذه مسؤولية إدارات الأندية أولًا ببثها برسائل رياضية واجتماعية توعوية لمنتسبيها، ومدراء الفرق بالتهيئة النفسية والسلوكية ثانيًا، ورؤساء روابط المشجعين بدعم الروح الرياضية ونبذ التعصب ثالثًا، وعلى الاتحاد السعودي لكرة اليد رابعًا اتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار ما حدث من تجاوزات مرفوضة للشارع الرياضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com