تونس تستعين بأيادٍ صينية لإعادة الهيبة لاستاد المنزه الأسطوري
أكثر من مليار دولار تكلفة هدم الملعب وتجديده
الكأس – ظفر الله المؤذن
تعاني تونس من ترهل في بنيتها التحتية الرياضية، وهي التي كانت سباقة في القارة الأفريقية منذ الستينيات. منذ ثلاث سنوات، تقرر هدم استاد المنزه في ضواحي العاصمة التونسية، لأنه أوشك على انهيار سقفه، خاصة أن بناءه يعود إلى عام 1968. كلفت الحكومة مجموعة من شركات المقاولات التونسية بإعداد خطة تهيئة والشروع في بناء ملعب جديد يستجيب للمواصفات الدولية. تأخرت الأشغال ولم يتم إنجاز الإصلاحات المتفق عليها في كراس الشروط، مما أثار استياء وزارة الرياضة التونسية، وانتظر الملعب زيارة رئيس الدولة قيس سعيد لتحريك المياه الراكدة.
تلقى رئيس الدولة ملفًا من المتخصصين أشار إلى إخلالات في تنفيذ إعادة بناء الملعب، فأمر بفسخ العقد مع الشركات المحلية والبحث عن حلول أخرى.
شركات صينية تعرض خدماتها
في الأثناء، جاءت الحلول من الشركات الصينية التي عرضت خدماتها على الحكومة التونسية، وتمثلت الخدمات في التكفل بمشروع إعادة هيكلة الملعب وفق المواصفات التي تنص عليها اللوائح الدولية. قام وفد يمثل شركات صينية متخصصة في بناء الملاعب بالدراسات اللازمة، ووافقت الحكومة الصينية على تقديم هبة مالية، على أن تتكفل الحكومة التونسية بدفع بقية المبلغ. انطلقت الأشغال، وحددت الشركة موعدًا في عام 2026 لإنهاء الأشغال وتسليم الملعب.
تاريخ استاد المنزه
يعتبر التونسيون استاد المنزه معلمًا من المعالم الرياضية التونسية وشاهدًا على الإنجازات الوطنية. تم إنشاء الملعب في ضاحية المنزه عام 1967 من قبل مجموعة شركات بلغارية، وقد نُفذ المشروع ليشمل مجمعًا رياضيًا يحتوي على قاعة مغطاة للألعاب الجماعية ومسبح أولمبي. استضاف الملعب عدة أحداث بارزة، منها دورة ألعاب البحر المتوسط، وكأس العالم للشباب في 1977، ونهائي بطولة أفريقيا في عام 1994، ونهائي دوري أبطال أفريقيا بين الترجي والزمالك المصري، وتصفيات كأس العالم. كما يستضيف الملعب مباريات الترجي والنادي الأفريقي في الدوري والكأس. يتسع الملعب لنحو خمسة وأربعين ألف متفرج، ومن المتوقع أن ترتفع السعة إلى ستين ألف متفرج بعد انتهاء الأشغال.
ملاعب تحتاج إلى صيانة
يُعد الملعب الأولمبي برادس، الذي افتتح في 2001 بمناسبة الألعاب المتوسطية، الملعب الوحيد المؤهل دوليًا لاستضافة المباريات في دوري أبطال أفريقيا وتصفيات المونديال. إلى جانب ذلك، توجد ملاعب في المنستير، سوسة، بنزرت، وصفاقس، لكنها لا تستجيب للمواصفات وتحتاج إلى تهيئة وإصلاح. كما يحتاج ملعب رادس إلى إصلاحات جوهرية، خاصة فيما يتعلق بالسقف العلوي، وسيتم غلقه للإصلاح بمجرد تجهيز استاد المنزه الأسطوري.
فتح تحقيق في شبهات فساد بملعب المنزه
أمر رئيس الدولة التونسية بفتح تحقيق قضائي حول الكيفية التي صُرفت بها الأموال بدون جدوى من قبل الشركات التونسية التي كانت تنفذ المشروع.