الكرة عالمية

فلورنتينو بيريز يرسم ملامح جديدة للكرة الذهبية بعيداً عن فرانس فوتبول

 

الكأس – حازم الكاديكي

اللقاء المثير الذي جمع بين رئيس نادي ريال مدريد فلورنتينو بيريز والبرنامج الإسباني الشهير “التشيرينغيتو” أشعل منصات التواصل الاجتماعي بتصريحاته حول جائزة الكرة الذهبية. يُعد بيريز من الشخصيات الأكثر تأثيرًا في العالم، بحكم رئاسته لأعرق الأندية وهو ريال مدريد، صاحب أكبر قاعدة جماهيرية في العالم.

 

جاءت كلمات فلورنتينو بعد خسارة النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور لجائزة الكرة الذهبية التي فاز بها الإسباني رودري نجم مانشستر سيتي، حيث صرّح بأن مجلة “فرانس فوتبول” المسؤولة عن منح جائزة الكرة الذهبية منذ تأسيسها في عام 1960، تحولت كثيراً في السنوات الماضية. وأشار إلى أن الرياضة لم تعد كما كانت، قائلاً: “تم تشويه كرة القدم من قبلهم، يجب أن نحمي كرة القدم لأنها في خطر. لم أعد أتحمل إخفاء شيء عن الجماهير. اليوم، أتكلم بصفتي رئيس نادي ريال مدريد. طلبوا مني أن أدفع مقابل أن يفوز لاعب من ريال مدريد. نعم، لا تنصدموا من الحقيقة؛ الكرة الذهبية أصبحت تُشترى مقابل المال. بالطبع، لم أقبل بذلك، وأخبرتهم بأنني سوف أفضحهم، وقد هددوني إذا تحدثت عن الأمر. أجريت اجتماعًا مع جميع الأندية الأوروبية، ورفضت الأندية هذا الأمر وأعربت عن غضبها.”

 

وأضاف بيريز قائلاً: “قالوا لي إن من يدفع أكثر سيحصل على الجائزة في 2024. يظنون أن الأندية همها الجوائز فقط، بينما هم يجنون ملايين كل سنة.”

 

يبدو أن رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز عازم على إشعال مواجهة جديدة. ووفقاً لبعض المصادر القريبة، يفكر بيريز في إنشاء جائزة “الكرة الذهبية” بعيداً عن “فرانس فوتبول”. ويبقى السؤال: هل سيتمكن هذا المشروع من الحصول على الدعم أم أن “فرانس فوتبول” ستظل المهيمنة بلا منازع على الجائزة؟

 

فلورنتينو بيريز وقصة نجاح مع الميرينغي

 

مهندس بارع صنع تاريخ ريال مدريد بعيدًا عن السحر والخرافات، يعد نادي ريال مدريد واحدًا من أبرز الأندية في تاريخ كرة القدم، وقد شهد النادي الملكي مرحلة جديدة من النجاحات بقيادة رئيسه التاريخي فلورنتينو بيريز. فمنذ توليه الرئاسة، قاد بيريز الفريق لتحقيق إنجازات غير مسبوقة جعلته واحدًا من أعظم الشخصيات في تاريخ كرة القدم.

 

رحلة الألقاب والإنجازات

 

 

 

نجح ريال مدريد بعد وصول بيريز في الفوز بدوري أبطال أوروبا أعوام 2002، 2014، 2016، 2017، 2018، 2022 و2024، أي 7 مرات في أقل من 25 عامًا، وهو إنجاز لم يحققه أي رئيس نادٍ آخر. جاءت هذه النجاحات بفضل رؤية المهندس الإنشائي المدريدي في بناء أجيال قوية من اللاعبين.

 

أجيال النجوم

 

 

 

في عام 2002، حقق ريال مدريد اللقب الأوروبي بعد جلب نجوم مثل البرتغالي لويس فيغو والفرنسي زين الدين زيدان، وانضم إليهم لاحقًا الظاهرة البرازيلي رونالدو والثنائي الإنجليزي ديفيد بيكهام ومايكل أوين. أما جيل البرتغالي كريستيانو رونالدو ورفاقه الذي حقق الألقاب في 2014، 2016، 2017، و2018، فقد ضم أنخيل دي ماريا، غاريث بيل، لوكا مودريتش، توني كروس، وكريم بنزيما.

 

أما الجيل الحالي الذي حقق لقبي 2022 و2024، فيضم نجومًا مثل تيبو كورتوا في حراسة المرمى، والثنائي البرازيلي رودريغو وفينيسيوس، والفرنسيين أوريلين تشواميني وإدواردو كامافينغا. وتتراوح أعمار لاعبي هذا الجيل حول 25-26 عامًا، مما يشير إلى مستقبل مشرق للفريق.

 

النجاحات بعد الصدمة

 

 

 

في عام 2012، بينما كان ريال مدريد يحتفل بالدوري الإسباني برصيد قياسي بلغ 100 نقطة، تعرض بيريز لصدمة بوفاة زوجته ماريا دي لوس أنخيليس ساندوفال. هذا الرحيل المفاجئ كان يمكن أن يؤثر على بيريز، لكنه نجح في إعادة تشكيل ريال مدريد بعد وفاتها، محققًا 6 ألقاب لدوري الأبطال.

 

القيادة في وجه التحديات

 

حتى حين أُصيب بيريز بفيروس كورونا في فبراير 2021، عاد بسرعة ليبني الفريق الحالي ويعيد ريال مدريد لمنصات التتويج الأوروبية مرتين في آخر 3 سنوات. بفضل قيادته الحكيمة، قاد ريال مدريد للفوز بدوري الأبطال 7 مرات من 2002 إلى 2024.

 

استراتيجية النجاح

 

إحدى أهم استراتيجيات بيريز هي التركيز على الشباب وتقليل معدل أعمار اللاعبين، ومنح القيادة الفنية لمدربين مثل كارلو أنشيلوتي وزين الدين زيدان، اللذين حققا الثلاثية مع ريال مدريد في دوري الأبطال. بيريز ليس فقط رئيسًا، بل مفاوض بارع واستراتيجي، مثال على ذلك مفاوضاته مع كيليان مبابي وباريس سان جيرمان.

 

فلورنتينو بيريز: المهندس البارع

 

تخرج بيريز كمهندس مدني من جامعة “بوليتسينكا” في مدريد في الستينيات، ويمتلك أسهمًا ومناصب قيادية في شركات عدة مثل “OCP” للإنشاءات و”Actividades” للخدمات الإنشائية و”Grupo ACS”. وتبلغ ثروته 2.9 مليار يورو، مما يعكس نجاحه كرجل أعمال ورئيس لنادي ريال مدريد.

 

فلورنتينو بيريز ليس مجرد رئيس للنادي، بل هو رمز للنجاح والإصرار. بفضل رؤيته وقيادته، سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة جماهير ريال مدريد ومحبي كرة القدم. نجاحاته تعد درسًا لكل من يسعى للقيادة والإدارة الناجحة في عالم الرياضة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com