التقارير والحوارات

القطيعة بين ديشان ومبابي.. هل هو طلاق بالتراضي أم طلاق من طرف واحد؟

 

 

 

الكأس – ظفر الله المؤذن

 

قرار استبعاد كيليان مبابي قائد منتخب الديوك من القائمة لمباراتي إسرائيل وإيطاليا أحدث مفعول القنبلة الموقوتة. وكان الصحفيون ينتظرون قدوم المدرب ديدييه ديشان للمؤتمر الصحفي بفارغ الصبر للإعلان عن أسماء اللاعبين المدعوين للمعسكر. سادت أجواء الصمت في القاعة، ووصل ديشان وكانت تظهر على وجهه علامات التوتر. وكان الخبر قد تسرب بشأن استبعاد مبابي. اعتذر ديشان عن التأخير وقال: “لنطرق الحديد وهو ساخن، وأنا جاهز للرد على أسئلتكم.”

 

لم يطل الصمت طويلًا، وبدأ ديشان في إعلان القائمة، وغاب عنصر المفاجأة لأن الكل كان يعلم مسبقًا بقرار الاستبعاد. كان السؤال الأول الموجه للمدرب: ما هي أسباب الاستبعاد؟ هل هي فنية أم تأديبية أم هي في علاقة بحياة اللاعب خارج أسوار الملاعب؟

 

مبابي أراد الانضمام للمعسكر، وكشف راديو مونت كارلو قبل يوم واحد أن كيليان مبابي كان يريد الانضمام إلى معسكر منتخب فرنسا في التوقف الدولي القادم، على عكس ما يتردد بأنه طلب الإعفاء. وكان نجم ريال مدريد قد غاب عن المعسكر الماضي في أكتوبر بناءً على رغبته في الحصول على مزيد من الراحة، مما أثار ضده موجة هجوم عارمة.

 

وظهرت بعد ذلك أنباء أن مبابي أبلغ المدرب ديدييه ديشان بوضوح أنه لا يريد الانضمام لمنتخب فرنسا إلا في المباريات الهامة فقط حتى يحافظ على حالته البدنية في ظل وضعه الكرة الذهبية كهدف له في العام القادم. ووفقًا للتقرير الأخير، فإن قرار استبعاد مبابي من الانضمام لقائمة فرنسا أتى من المدرب ديشان نفسه، في حين أن اللاعب كان يرغب في العودة مجددًا إلى المشاركة رفقة بلاده. ورأى ديشان أن مبابي يعاني بالفعل من ضغوطات كبيرة في الأسابيع الماضية، ازدادت بعد مستواه في الكلاسيكو، ولهذا السبب فإنه لا يريد أن يضع على كاهله ضغوطات أخرى بالمشاركة مع منتخب فرنسا. وأبلغ ديشان مبابي بهذا القرار قبل الإعلان بشكلٍ رسمي عن القائمة، ورغم محاولة المدرب التهوين على اللاعب، إلا أن نجم الريال غير سعيد بهذه الخطوة ولكنه يحترم قرار مدربه.

 

ولفت التقرير النظر إلى أن ديشان يريد من مبابي الهدوء والتركيز واستعادة مستواه، حيث يعول عليه بشدة في توقفي مارس ومايو الحاسمين في دوري الأمم الأوروبية. تبقى الإشارة إلى أن مبابي يتعرض لانتقادات من الجماهير الفرنسية، ويرى كثيرون أنه لا يستحق شارة قيادة المنتخب، وبالأخص بعد مستواه الهزيل على مدار العام الماضي وفي اليورو.

 

ديشان في ورطة

 

لم يقدم ديدييه ديشان مدرب منتخب فرنسا إجابة واضحة تفسر قراره باستبعاد كيليان مبابي، نجم ريال مدريد، من قائمة الديوك للشهر الثاني على التوالي. قال ديشان: “لقد تحدثت مع مبابي، وفكرت في الأمر ثم اتخذت القرار، ورأيت أنه الأفضل، وأتحمل المسؤولية، لن أجادل، قد يكون لديكم معلومات ولكن لن أقدم لكم المزيد.”

 

وبسؤاله هل استبعاد مبابي أفضل للاعب أم للمنتخب، رد ديشان باقتضاب: “الأفضل بهذه الطريقة، وأعلم أن هذه الإجابة ليست كافية بالنسبة لكم.”

 

هل القرار نهائي؟

 

لكن المدرب للخروج من الورطة ألمح بأن القرار ليس نهائيًا، وأن الباب مفتوح أمام مبابي للعودة متى استعاد مستواه. ولم يتطرق المدرب لموضوع شارة القيادة ومن سيخلف مبابي في المباراتين القادمتين.

 

طي صفحة المخضرمين

 

ويتزامن قرار استبعاد مبابي مع اعتزال غريزمان لاعب أتلتيكو مدريد، وقبله اعتزل أندريه جيرو الهداف التاريخي للمنتخب، والحارس لوريس وآخرون ودعوا منتخب الديوك لترك المجال للاعبين شبان.

 

حصيلة مبابي مع المنتخب

 

أحرز مبابي 38 هدفًا مع منتخب فرنسا، يحتل بها المركز الخامس في ترتيب هدافي البلاد عبر التاريخ بفارق ثلاثة أهداف عن أسطورة فرنسا السابق ميشيل بلاتيني و15 خلف المتصدر أوليفييه جيرو. ويشكل مبابي أحد الركائز الرئيسية في منتخب الديوك منذ مونديال 2018 في روسيا ومونديال قطر، فهو صانع الألعاب والهداف، والقائد صاحب الكاريزما والشخصية المؤثرة.

 

مشاكل مبابي الشخصية

 

ولا يختلف اثنان على أن المشاكل الشخصية لكيليان مبابي خارج الملعب، وبدايته الخجولة مع ريال مدريد، واحتلاله المركز السادس في ترتيب الكرة الذهبية انعكست على مستواه، وأبدى تراجعًا رهيبًا بان واضحًا في مباراة الكلاسيكو التي أهدر فيها عددًا كبيرًا من الأهداف، وهو يحتاج إلى فترة لاستعادة مستواه كما قال مدربه أنشيلوتي الذي لا يزال يقف وراءه ويدعمه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com