الحارس الأجنبي.. نعمة أم نقمة؟
الكأس – محمد العتيبي
لأول مرة منذ ربع قرن، سمح الاتحاد السعودي للأندية بإمكانية ضم حارس مرمى أجنبي لكل فريق في عام 2017/2018. لتتسارع أندية الدوري في ضم أفضل الأسماء لمركز الحراسة وإطاحة الحارس المحلي مهما كان مردوده أو مستواه خلال المواسم الماضية.
حيث اتفق بعض الفنيين على أن تلك الخطوة ستمثل هاجسًا للجهاز الفني للمنتخب الأخضر في اختيار الحراس لتمثيل المنتخب في المحافل الدولية.
التقت الكأس ببعض حراس المرمى وبعض المدربين الوطنيين لطرح رأيهم في هذا الموضوع:
التقينا في البداية بالحارس عبدالله الدعيع، حارس نادي الهلال والمنتخب السعودي، الذي قال: “مستوى حراسة المنتخب جيد بشكل عام، ولكن المشكلة أن هناك شحًا في هذا المركز وقلة في المواهب.. ولا شك أن وجود الحارس الأجنبي له تأثير نسبي.”
وأضاف: “تدني مستوى الحارس المحلي نوعًا ما هو سبب لذلك، وأرى أن حل تلك المعضلة يكمن في احتساب الحارس الأجنبي بلاعبين محترفين علَّ وعسى تلتفت بعض الأندية للحراس المحليين وتهتم بهذا المركز أكثر وأكثر.”
ومن ضمن الحلول المهمة هو الاهتمام بمركز الحراسة منذ الصغر في الأكاديميات واستقطاب أمهر الحراس المعتزلين من العالم لإعطاء حصص تدريبية وجذب الصغار من البراعم والناشئين والشباب مثل بوفون وشمايكل وأوليفر كان كأمثلة.
بدوره تحدث المدرب الوطني ولاعب المنتخب السعودي سابقًا عبدالله فودة (العمدة) قائلاً: “الحراسة في المنتخب تعتبر جيدة قياسًا على أن الحارس السعودي لا يشارك مع أنديته بوجود الحراس الأجانب، وبالتأكيد أن وجود الحارس الأجنبي له تأثير كبير على مستوى الحارس السعودي. الحارس الأجنبي يخدم النادي على حساب المنتخب لأن الحراسة تحتاج إلى الاستمرارية بالمشاركة.”
ثم تحدث الحارس السابق الكابتن إبراهيم اليوسف قائلاً: “أعتقد أن حراسة المنتخب جيدة، وكل الموجودين موهوبون ولديهم الكفاءة، ولكن بسبب وجود الحارس الأجنبي لم تُمنح الفرصة لهم. ووجود الحارس الأجنبي أثر كثيرًا على حراسة المنتخب. نعلم أن إعداد المنتخب في فترة قصيرة ليس كافيًا للحراس لاكتساب الخبرة والممارسة الصحيحة، واستعانة الأندية بالحارس الأجنبي ليس بسبب تدني الحراس السعوديين، ولكن رغبة منها في الاستفادة من الفرص. وأعتقد أن الحل يكمن في حصر الحراس الأجانب على فرق روشن فقط وعدم مشاركتهم في دوري يلو.”
أخيرًا تحدث الكابتن وليد الباز، حارس القادسية ومدرب الحراس الحالي، قائلاً: “مستوى الحراسة في المنتخب جيد، ولكن يجب الاهتمام بالمركز. ووجود الحارس الأجنبي يؤثر على الحراس المحليين، ولذلك لا تجد حراسة منتخبنا مثل السابق. وحراس الأندية لفئة الشباب معنوياتهم تهبط لأنهم إذا انضموا للفريق الأول سيكونون احتياطًا للأجنبي. ووجود الحارس الأجنبي ليس سبب تدني مستوى حراسنا المحليين، ولكن الأندية تريد أن تنافس وترى أن الحارس الأجنبي أفضل مستوى وخبرة.”
وأضاف: “أعتقد أن من ضمن الحلول هو أن يفكر الاتحاد السعودي في السنوات القادمة لمركز الحراسة، ويجب الاستعانة بلاعب خبرة من الحراس السابقين كمستشار للاتحاد السعودي والمنتخب. ويجب وضع أكاديميات خاصة لحراسة المرمى.”