أهم صناع المحتوى الدرامي العربي قرر أخيرًا ترقب للإنتاج السينمائي لحسن عسيري
الكأس – عبد الله الراشد
ينشغل الممثل والمنتج حسن عسيري منذ أشهر بالإعداد لأول خطواته في الإنتاج السينمائي من خلال فيلم روائي ضخم يحضر له، وهي خطوة منتظرة ستضيف الكثير للحراك السينمائي المحلي. وعلى الرغم من تركيزه على الدراما التلفزيونية، فإن حسن عسيري شدد على نواياه وطموحه لدخول عالم السينما، وأعلن أخيراً نيته استثمار موارده في إنتاج الأفلام واستثمار خبرته الطويلة كمنتج للإسهام بدفع عجلة الإنتاج السينمائي بشكل قوي. يُعَدُّ أحد أبرز صُنَّاع المحتوى الدرامي عربياً وفي منطقة الشرق الأوسط، وأكسبته قدراته وخبرته والإمكانيات الإنتاجية حضوراً قوياً كمنتج يجمع بين الابتكار وفهم متطلبات الجمهور.
غزارة الإنتاج
بفضل إنتاجه الغزير، يُعَد عسيري ممثلاً بارزاً ضمن الجيل الذهبي للدراما المحلية. ومنذ بدايته عام 1988، وضع الفنان بصمته الخاصة على صناعة الدراما محلياً وعربياً، وتخطت أعماله 329 مسلسلاً ليصبح علامة مهمة في الإنتاج الدرامي. اعتمد على رؤية فنية خاصة من خلال رغبته في تقديم قصص تعكس المجتمع السعودي كخط يتميز به عبر التركيز على طرح قضايا معاصرة وجريئة، بعضها أدخله في دائرة انتقاد حاد من المنتمين للوسط ومن خارجه، خاصة تلك الأعمال التي تجاوزت إطار المحتوى الدرامي المعتاد وتطرقت لقضايا بالغة الحساسية.
خلال مسيرته، قام بتأسيس سلسلة من النجاحات البارزة، من أشهرها إنتاج مسلسل “الملك فاروق” الذي حاز على عدة جوائز، و”الميراث” كأول سوب أوبرا عربية، وكلاهما عُرضا عبر شاشة MBC.
تحديات وصعوبات
مسيرة حسن عسيري ليست خالية من التحديات، إذ واجه منذ بداياته صعوبات متعلقة بتقديم محتوى جريء وواقعي يعكس قضايا مجتمعه. ومع ذلك، سعى بجهد لتطوير أساليبه الإنتاجية معتمداً على التقنيات الحديثة والرؤية العميقة لمعالجة القضايا. تجسدت مهاراته الفنية في قدرته على التكيف مع تحديات الإنتاج وتقديم أعمال متميزة استحقت الجوائز والتقدير، وقاده ذلك إلى تكوين ثروة تجاوزت عشرات الملايين من الدولارات، مما جعله من أهم المنتجين في العالم العربي. وتوجت مسيرته بالعديد من الجوائز، إذ نال مسلسل “الملك فاروق” ست جوائز ذهبية في مهرجان القاهرة، كما كانت تجربة “الميراث” مثيرة ومهمة.
الخصوصية أولاً
يرتكز حسن عسيري على قاعدة ثابتة في عمله كمنتج، وهي أن أحد أسباب نجاح أعماله هو اهتمامه بكل مجتمع بشكل مستقل. فعلى المستوى المحلي، تتناول أعماله قضايا الشارع بشكل مباشر وصادم للمتلقي، مما يخلق تواصلاً حقيقياً مع الجمهور. هذا التكيف الثقافي، كما يراه وصرح به في العديد من اللقاءات والمناسبات الفنية، امتد ليشمل المجتمعات الأخرى كالكويت ومصر والمغرب وغيرها من المجتمعات العربية التي تناول قضاياها في إنتاجه، مشدداً على حرصه على عكس القيم والعادات المحلية لكل مجتمع، مما يعزز من تميز أعماله وانتشارها.