روما العاصمة الإيطالية التي تعيش بين البيتزا وحب نادي الذئاب
الكأس- حازم الكاديكي
روما، مدينة الآثار والتاريخ وقلب إيطاليا النابض، تشتعل هذه الأيام بالدراما وتتنازعها المشاعر المتباينة تجاه ناديها العريق “ذئاب العاصمة”. المدينة التي يعشقها عشاق “روما”، وتعيش جماهيرها على مفترق طرق مع ناديها الذي يخوض فصولاً من الغموض والاضطراب نتيجة لسلسلة من النتائج السلبية.
بدأت القصة مع المدرب دانييلي دي روسي، النجم السابق للنادي، الذي تولى قيادة الفريق ولكنه لم يدم طويلاً. وفي غضون 53 يوماً جاءت الإقالة الثانية للمدير الفني إيفان يوريتش بعد الهزيمة من بولونيا، في خطوة غامضة تُعد أسرع إقالة في تاريخ النادي، مما زاد من إحباط جماهير روما.
تشهد إدارة النادي تحت رعاية مجموعة “فريدكينز” المالكة له فوضى عارمة، حيث تبحث عن حلول أكثر استقرارًا. ويتم البحث حاليًا عن مدير فني بديل لقيادة الفريق، ويقال إن المخضرم كلاوديو رانييري قد تم الاتصال به من قبل المجموعة. وقد طرح اسم المدرب فينتشينزو مونتيلا كذلك لتولي المهمة، وأيضاً روبرتو مانشيني المدير الفني السابق للمنتخب السعودي، بجانب المدرب الفرنسي فرانسيس رودي غارسيا، والمدرب الإنجليزي فرانك لامبارد.
هذه الأسماء الكبيرة أعربت عن رغبتها في إعادة الأمل لعشاق الفريق، لكن بالمقابل، تثار التساؤلات حول مدى جدية الإدارة في إحداث تغيير حقيقي يعيد لنادي روما بريقه.
وسط هذه التخبطات، خرج نجم روما وإيطاليا السابق دانييلي دي روسي عن صمته وعبّر عن مشاعره تجاه النادي وحنينه للعودة إلى “تريجوريا” (منطقة في ضواحي روما حيث يوجد مقر النادي)، مما يعكس ارتباطه بروما واعتباره واحداً من أبناء “الذئاب”. وأثناء حضوره الحفل الكبير لنجوم الكرة الإيطالية في قاعة مشاهير كرة القدم الإيطالية، وفي وجود المدير الفني للمنتخب الإيطالي الحالي سباليتي، أبدى دي روسي أمله في العودة لتدريب روما من جديد.
تطالب بعض الجماهير بعودته، آملين أن يكون حنينه ورغبته في العودة دافعاً لإحياء الروح في النادي، خاصةً أن “الذئاب” بحاجة ماسّة لمدرب يمتلك رؤية واضحة وإرادة قوية لإخراج الفريق من أزماته.
التخبطات الإدارية والفنية التي تعصف بروما لا تعكس مشكلة في أرض الملعب فقط، بل هي دليل على خلل يمس الحالة النفسية للاعبين والأجواء العامة داخل النادي.
بعض المدربين يحاولون البدء من القوى التي تسيطر على الفريق، ويثقون باللاعبين على أمل استعادة الروح والمنافسة.
في عالم كرة القدم، غالباً ما تلجأ الإدارة إلى تحميل المدربين مسؤولية النتائج، على الرغم من أنها في الغالب نتاج قرارات إدارية خاطئة.
لم تتفاجأ جماهير روما والصحافة بإقالة المدرب إيفان يوريتش، بل كانت التوقعات في محلها داخل أروقة النادي منذ بداية الموسم. وقد جاءت هذه المحاولة من الإدارة للسيطرة على الوضع قبل فوات الأوان، ومع ذلك، يظل المدرب كبش فداء جاهزاً لكل خسارة، ويعلّق عليه فشل الفريق فيما هو في الأساس فشل الإدارة.
روما، رغم كل هذا التخبط، يظل نادياً عريقاً بتاريخه وجماهيره، ولن يستمر في هذا الوضع.
هذه العراقة تحتاج إلى مدير فني قادر على إحياء الأمل لمحبي “الذئاب”، وأن يدرك الجميع أن ما يحدث الآن أمر مؤقت.
قد تكون الحاجة إلى مدرب ذكي يعيد هيبة “ذئاب العاصمة” في ملعب أولمبيكو، ويحقق أمل الجماهير في العودة إلى القمة.
ظاهرة “اللاعبون السابقون” في كرة القدم تجعل من كان نجمًا في الملاعب يُمنح فرصة أسرع ليصبح مدربًا، مقارنةً بالمدرب الفاهم والمتعلم، إذ أصبح التدريب علماً.
التدريب أوجد حالة من الثقة الزائفة، حيث أن المدرب الناجح ليس بالضرورة أن يكون لاعبًا ناجحًا في الماضي، بل هو مزيج من العلم والدراية، ويجب أن يمتلك المواهب التحليلية والنفسية بأسلوب علمي، وليس النجومية في الملاعب فقط.
مع الأسماء المطروحة الآن لتدريب روما، يبقى على إدارة النادي أن تختار بذكاء المدرب الذي يسعون لاستثمار أموال النادي في تحقيق النتائج المطلوبة، وعلى الإدارة أن تدعم تطلعاته نحو التميز، لإعادة نادي روما إلى تألقه مجدداً.
لأن روما تحتاج إلى مدرب ينير طريق العودة، ويبعث الأمل في قلوب مشجعيها المتعطشين للانتصارات.