تشيزاري الوالد سلم المشعل لابنه باولو والحفيد دانييل يكمل القصة
عائلة مالديني تصنع التاريخ في إيطاليا
الكأس – ظفر الله المؤذن
هي قصة نجاح يجب أن تروى للأجيال القادمة ليس في إيطاليا فقط، وإنما في العالم. الوالد، والابن، والحفيد تقمصوا ألوان فريق واحد وهو الميلان، ودافعوا عن ألوان “الأزوري” الإيطالي.
من لا يعرف عائلة مالديني التي صنعت التاريخ؟ بدءًا بالوالد تشيزاري، الذي صنع ربيع الكرة الإيطالية في الزمن الجميل، مرورًا بابنه باولو المدافع الصلب في الميلان، وانتهاءً بالحفيد دانييل الذي يسير على خطى والده وجده.
تشيزاري زرع الشجرة:
الجد تشيزاري مالديني كتب صفحة نجاح مع الميلان ومع المنتخب الإيطالي، قبل أن يسلم المشعل لابنه باولو مالديني، الذي ترك بصمات لا تُنسى مع الميلان ومع منتخب إيطاليا.
هذا العام جاء دور الحفيد دانييل الذي تقمص، على غرار والده وجده، ألوان “الروسونيري”. لنستعرض فصول هذه القصة المثيرة.
ولد تشيزاري في مدينة ترييستينا الإيطالية عام 1932.
إنجازات مالديني الجد:
على مستوى الأندية، مع نادي ميلان، فاز مالديني بدوري أبطال أوروبا عام 1963 وأربعة ألقاب دوري الدرجة الأولى الإيطالي.
وعلى الصعيد الدولي، لعب للمنتخب الوطني الإيطالي، وحاز على شارة الكابتن من عام 1962 إلى 1963، وشارك في كأس العالم 1962. كما تم تسميته ضمن فريق البطولة.
عقب اعتزاله، تولّى مهام التدريب ونجح مع منتخب إيطاليا للشباب في الفوز ببطولة كرة القدم الأوروبية تحت 21 عامًا ثلاث مرات متتالية. وحقق مع الميلان بطولة كأس الكؤوس الأوروبية عام 1972 وكأس إيطاليا عام 1973.
قاد منتخب إيطاليا في كأس العالم 1998 ثم تولّى تدريب باراجواي في مونديال 2002. وتوفي في 3 أبريل 2016.
يحظى تشيزاري بالاحترام والتقدير من الجميع في إيطاليا، وأقيمت له جنازة ضخمة في ميلانو، حضرتها إيطاليا الكروية.
ترك إرثًا يحمل اسم العائلة:
رحل تشيزاري عن العالم ولكنه ترك إرثًا كرويًا ومسيرة وقصة توارث الأجيال من النادر أن تتكرر.
في حياته، قدم الرعاية والاهتمام لابنه باولو، الذي صنع بدوره مجدًا كرويًا غير مسبوق مع الميلان، وهو النادي الوحيد الذي دافع عن ألوانه.
باولو يحمل المشعل:
تاريخه وإنجازاته:
ولد باولو الابن عام 1968، ولقب بـ”الكابيتانو”. لعب كمدافع أيسر وقلب دفاع مع ميلان ومنتخب إيطاليا لكرة القدم.
يُعتبر على نطاق واسع أحد أفضل المدافعين عبر التاريخ، وواحدًا من أعظم اللاعبين على مر العصور.
كقائد لميلان وإيطاليا لسنوات عديدة، حقق مالديني الرقم القياسي لأكثر من شارك في الدوري الإيطالي بمشاركته في 647 مباراة، حتى عام 2020، عندما تجاوزه جانلويجي بوفون.
يشغل حاليًا منصب المدير الفني لنادي ميلان، بالإضافة إلى كونه شريكًا في ملكية نادي ميامي في دوري الولايات المتحدة.
قضى مالديني كل مواسمه الـ25 في الدوري الإيطالي مع ميلان، قبل أن يعتزل في سن 41 عامًا عام 2009.
فاز بـ25 بطولة مع ميلان، منها: دوري أبطال أوروبا خمس مرات، وسبعة ألقاب في الدوري الإيطالي، وكأس إيطاليا مرة واحدة، وخمسة ألقاب كأس السوبر الإيطالي، وخمسة ألقاب كأس السوبر الأوروبي، ولقبين كأس الإنتركونتيننتال، ولقب كأس العالم للأندية.
فاز مالديني بجائزة أفضل مدافع في حفل توزيع جوائز الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عن عمر يناهز 39 عامًا.
مشوار مالديني مع “الأزوري”:
شارك مالديني لأول مرة مع إيطاليا عام 1988، ولعب لمدة 14 عامًا قبل أن يعتزل في عام 2002 برصيد 7 أهداف و126 مباراة دولية.
قاد مالديني إيطاليا لمدة ثماني سنوات، وحافظ على الرقم القياسي كأكثر قائد مشاركة مع إيطاليا (74 مباراة)، حتى تجاوزه فابيو كانافارو وجانلويجي بوفون.
شارك مالديني في أربع بطولات كأس العالم وثلاث بطولات لأمم أوروبا. وعلى الرغم من أنه لم يفز بأي بطولة مع إيطاليا، إلا أنه وصل إلى نهائي كأس العالم 1994 وبطولة أمم أوروبا 2000، ونصف نهائي كأس العالم 1990 وبطولة أمم أوروبا 1988.
تم اختياره ضمن فريق كل النجوم لكل من هذه البطولات.
دانييل الحفيد يواصل كتابة التاريخ:
وقع منتخب إيطاليا على حدث فريد بعدما قرر لوتشيانو سباليتي، المدير الفني للأزوري، الدفع بالمهاجم الشاب دانييل مالديني.
دخل دانييل كلاعب بديل في الدقيقة 74 من مباراة إيطاليا ضد الكيان الصهيوني، وحل محل جياكومو راسبادوري.
وبحسب شبكة أوبتا للإحصائيات، أصبحت عائلة مالديني الأولى التي تضم ثلاثة أجيال من اللاعبين (الجد، الأب، والابن) في تاريخ المنتخب الإيطالي.
ولد دانييل عام 2001 في ميلانو، وتدرج في الفئات السنية حتى تم تصعيده للفريق الأول. لعب موسمًا واحدًا على سبيل الإعارة لنادي تشيزينا قبل العودة لناديه الأم.
يشغل خطة صانع ألعاب، على عكس والده باولو المدافع. وقالت الصحافة الإيطالية إن مستقبل دانييل يبشر بالخير، خاصةً مع رعاية والده الأسطورة باولو…هذه هي قصة توارث الأجيال من الألف إلى الياء.