الاستثمار العربي في الأندية الأوروبية.. نجاحات رياضية وعوائد إعلامية واقتصادية ضخمة
الكأس – ظفر الله المؤذن
طرق رجال الأعمال العرب المالكون للأندية الأوروبية أبواب طموحات سعودية كبيرة، حيث يعد عبد الله بن مساعد وتركي آل الشيخ من أبرز الملاك. كما حققت التجارب القطرية نجاحات بارزة، أبرزها استحواذ جهاز قطر للاستثمارات على نادي باريس سان جيرمان. أما الإماراتي منصور بن زايد، فقد استحوذ على مانشستر سيتي وحوله إلى نادٍ كبير. كما شهدت التجارب المصرية انتشارًا ملحوظًا مع محمد الفايد الذي كان أول الملاك العرب.
الاستثمار العربي في الأندية الأوروبية
في ظاهرة فريدة من نوعها، بدأ رجال أعمال عرب الاستحواذ على ملكية أندية أوروبية كبيرة، ليشكلوا منافسة قوية لرجال الأعمال الأمريكان، الذين أصبحوا طرفًا مهمًا في معادلة شراء أسهم الأندية الأوروبية. ساهمت هذه التجربة في تحقيق مردود إعلامي كبير، حيث سلطت الصحافة العالمية الضوء على أسماء مثل القطري ناصر الخليفي، السعودي تركي آل الشيخ، الإماراتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، والمصري محمد الفايد وغيرهم.
ومع تحول أندية أوروبا الكامل إلى الاحتراف وزيادة الإيرادات من حقوق الرعاية والبث التلفزيوني، أصبحت فرق كرة القدم استثمارًا مغريًا لرجال الأعمال حول العالم. وقد دفع ذلك العديد من الأثرياء في الولايات المتحدة وآسيا وأوروبا إلى دخول هذا المجال.
أبرز التجارب العربية
المصري محمد الفايد
كان الملياردير المصري محمد الفايد السباق عربيًا للاستثمار في الأندية الأوروبية. ففي عام 1997، اشترى الحصة الأكبر من نادي فولهام الإنجليزي مقابل 6.25 ملايين جنيه إسترليني (7.73 ملايين دولار).
الإمارات: منصور بن زايد
في عام 2008، استحوذ الإماراتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على مانشستر سيتي عبر “مجموعة أبوظبي المتحدة للتنمية والاستثمار”. نجح منصور في توسيع إمبراطوريته عبر “سيتي جروب”، التي استحوذت على أندية في بلدان مختلفة مثل الولايات المتحدة، أستراليا، اليابان، بلجيكا، والهند.
قطر: جهاز قطر للاستثمارات
كانت التجربة القطرية الأبرز في عام 2011، عندما استحوذ جهاز قطر للاستثمارات على باريس سان جيرمان. تحت رئاسة ناصر الخليفي، تحول النادي إلى أكثر الأندية الفرنسية تتويجًا بالدوري، وحقق عائدات مالية ضخمة من صفقات نجوم عالميين مثل ميسي، نيمار، ومبابي.
السعودية: تركي آل الشيخ وعبد الله بن مساعد
استحوذ صندوق الاستثمارات السعودي على نادي نيوكاسل الإنجليزي عام 2021، وحقق النادي نجاحات كبيرة بوصوله إلى دوري أبطال أوروبا. كما أن تجربة الأمير عبد الله بن مساعد مع شيفيلد يونايتد شهدت نجاحات مهمة، حيث أسس مجموعة “يونايتد وورلد” التي توسعت عالميًا.
المستثمرون المصريون
برز العديد من رجال الأعمال المصريين، مثل عاصم علام الذي أنقذ نادي هال سيتي، وناصيف ساويرس الذي استحوذ على نادي أستون فيلا. كما اشتهر ماجد سامي بامتلاكه نادي ليرس البلجيكي وتأسيسه نادي وادي دجلة.
الكويت: فواز الحساوي
استحوذ رجل الأعمال الكويتي فواز الحساوي على نادي نوتنغهام فورست الإنجليزي عام 2012، وحاول إدخال نجوم عرب إلى صفوفه.
النتائج والمردود
تفاوتت نتائج تجارب المستثمرين العرب بين نجاحات كبيرة وتحقيق عائدات إعلامية ومالية ضخمة، وبين تجارب متواضعة استمرت لفترات قصيرة. إلا أن الاتجاه العام للاستثمار العربي في الأندية الأوروبية أثبت أنه استراتيجية فعالة لجذب الأنظار العالمية، ورفع مكانة المستثمرين والدول التي ينتمون إليها.
الخلاصة: تظل استثمارات رجال الأعمال العرب في الأندية الأوروبية واحدة من أبرز الظواهر الاقتصادية والاجتماعية في السنوات الأخيرة، حيث أسهمت هذه الاستثمارات في تحقيق نجاحات رياضية وإعلامية كبيرة، معززةً الحضور العربي في الساحة الدولية.