مايكل فوزي يكتب “فرصة سعود عبدالحميد”
هل رأيت يومًا كيف يطلق الرامي السهم من قوسه؟ لا بد من سحب السهم إلى أقصى درجة للخلف بكل قوته، وكلما سحبه للخلف أكثر كان انطلاقه وسرعته أقوى. هذا ما يحدث دائمًا مع أغلب من وصلوا إلى القمة. مهما تعرضوا لمعوقات، يحولونها إلى انتصارات. كلما واجهوا صعوبات استطاعوا تخطيها، ولذلك حفروا أسماءهم في التاريخ.
هذه الفرصة موجودة أمام سعود عبد الحميد. نعم، منذ وصوله إلى روما الإيطالي وهو حبيس الدكة، لا يشارك إلا في القليل. ففي الدوري الإيطالي، كانت مشاركته الوحيدة كبديل أمام نابولي من أصل 11 لقاء، ولم تتعدَّ مدتها 13 دقيقة. أما في الدوري الأوروبي، اكتفى بـ 20 دقيقة أمام بلباو و64 دقيقة أمام ألفسبورغ السويدي، وهي المشاركة الأطول.
تذكرت وقتها بداية النجم المصري محمد صلاح عندما انتقل إلى تشيلسي بطلب من مورينيو في يناير 2014، ولم يحظَ إلا بمشاركات قليلة. ففي موسم 2014-2015، لم يشارك إلا في ثلاث مباريات فقط.
وهنا قرر صلاح أن يكون السهم الذي يتراجع للخلف حتى ينطلق، فترك دكة تشيلسي واختار الإعارة إلى فيورنتينا لمدة 6 أشهر. وهنا كانت البداية الحقيقية والانطلاقة. بعدها ذهب إلى روما الإيطالي، ثم إلى ليفربول. وباقي القصة تعرفونها جيدًا بكل تفاصيلها وتطور مستواه حتى أصبح أسطورة ليفربول الحية. وحتى الآن لم تنتهِ فصول قصته بعد.
نفس الشيء قد يحدث مع سعود عبد الحميد. إن استمر جلوسه على دكة الاحتياطي، عليه أن يقاتل ويبذل قصارى جهده في التمرين ليقنع مدربه. وإن لم يستطع إقناعه ولم يجد الفرصة الحقيقية في نادي العاصمة، عليه أن يتراجع خطوة للخلف في نادٍ أقل حتى يجد فرصته ويشارك أساسيًا وينطلق مثل السهم. لأنه يمتلك القدرة والموهبة والرغبة. يبقى القرار، والأهم هو القدرة على التطور الفني وعدم الاستسلام.
وتذكر دائمًا:
كلما تراجع السهم للخلف كانت انطلاقته أقوى وأسرع.
وإن أغلقت الأبواب في وجهك، اصنع لنفسك بابًا تمر منه لتحقيق أحلامك… لأن لكل مجتهد نصيب.