الكأس – عبدالرحمن آل ميلس
شهد مهرجان الحنيذ مساء أمس أمسية ثقافية فريدة حملت في طياتها عبق التراث الشعبي الأصيل لمنطقة تهامة حيث اجتمع الشعر والغناء في لوحة فنية جذبت أنظار وتفاعل الحضور أدار الحوار في الأمسية الفنان إدريس الشاعري الذي لعب دوراً محورياً في تقديم الفقرات وربط محاور الأمسية بأسلوبه المميز ليعكس عمق وثراء الموروث الشعبي
الأمسية التي أُقيمت وسط أجواء مفعمة بالحماس والإبداع جاءت لتسلط الضوء على الجوانب المتعددة للموروث الثقافي والشعبي بمشاركة الشاعر أحمد المنجحي والشاعر خليل عرب من محافظة القنفذة حيث تولى الشاعري تقديم الأمسية بأسلوب جذاب جمع بين توجيه النقاشات وإثراء الفقرات بمداخلاته العميقة عن التراث الشعبي وطرقه الفنية
افتتح الشاعر أحمد المنجحي الأمسية بقصائد عكست جماليات التراث الشعري في تهامة حيث تناول في أبياته الصور المستوحاة من البيئة التهامية مع التركيز على المشاعر الإنسانية التي تعكس عمق التراث الثقافي وتلاه الشاعر خليل عرب الذي قدم مجموعة من القصائد التي امتزجت فيها الحكمة الشعبية بجمال الإيقاع الشعري مبرزاً العلاقة الوثيقة بين الشعر كموروث ثقافي وبين الحياة اليومية لأبناء المنطقة
من جانبه قاد الفنان إدريس الشاعري الأمسية بأسلوبه الراقي حيث لم يقتصر دوره على إدارة الحوار بل أضفى بُعداً فنياً على الأمسية من خلال مداخلاته حول الألحان والطروق التهامية وسلط الضوء على الطرائق التقليدية لأداء الألحان ودورها في المناسبات الاحتفالية مما أضاف غنى وتنوعاً على مجريات الأمسية
اختتمت الأمسية بتأكيد المشاركين على أهمية استمرار مثل هذه الفعاليات التي تسهم في نقل التراث الشعبي إلى الأجيال القادمة وتشجيع الإبداع في مجالات الشعر والفنون التقليدية وقد وجه الحضور شكرهم العميق للفنان إدريس الشاعري على إدارته المتميزة وللشعراء الذين شاركوا بأعمالهم المبدعة وللمنظمين الذين جعلوا من مهرجان الحنيذ منصة للاحتفاء بالهوية الثقافية وترسيخها في الذاكرة الوطنية .
