الوهيب رياضي شامل زرع الحب والعطاء فحصد التميز والثناء
أسطورة كرة اليد وقائد رائع فجعت القصيم برحيله
الكأس – محمد الخليفة
أمضى الكابتن عبدالله الوهيب –رحمه الله- أكثر عمره في خدمة منتخب بلاده وناديه العربي، لاعباً ثم مدرباً وحكماً وناشراً للعبة. وقد ودعناه قبل حوالي عقدين من الزمن بعد أن ترك ذكرى عطرة وغرس الحب والعطاء والإخلاص في كل محب. ومن حق نجم كهذا أن نتذكره في كل حين ونحيي مآثره ليتعرف على ما قدمه نجم كبير حزنت القصيم كلها لرحيله.
لقد كان اسم عبدالله الوهيب، اسماً محبوباً للجميع، خدم ناديه ومنتخب بلاده بكل وفاء وإخلاص، حتى أصبح علامة مميزة في كرة اليد السعودية. رحم الله أبا عبدالرحمن رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل قبره روضة من رياض الجنة.
—
السيرة الذاتية
الاسم: عبدالله بن عبدالرحمن الوهيب
الدراسة: حصل على شهادة الثانوية العامة ونال عدداً من الدورات الفنية والرياضية
العمل: عمل في الشركة السعودية الموحدة للكهرباء
الأبناء: له من الأبناء سبعة؛ خمسة أولاد وابنتان (توفي اثنان من الأبناء معه في الحادث – رحمة الله عليهم)
المشوار الرياضي
بدأ ممارسة كرة اليد في المتوسطة الأولى بعنيزة
بداية حياته الرياضية عام 1392هـ مع فريق العربي لدرجة الشباب لكرة اليد
اعتزل اللعبة بعد نهاية موسم 1413هـ
عمل بعد ذلك حكماً ثم مدرباً
لمحة من سيرته
بدأ حياته الرياضية لاعباً في كرة القدم، ومثل النادي العربي على مستوى درجة الشباب، ثم تحول إلى لعبة كرة اليد وأصبح أحد أساطيرها.
أبرز محطاته
رابع هدافي بطولة كأس العالم العسكرية لكرة اليد
هداف بطولة كأس فلسطين للمنتخبات العربية
هداف بطولة الصداقة التي أقيمت بالكويت وكان قائداً لمنتخب الخليج
هداف الدوري الممتاز لكرة اليد لعدة مواسم
هداف بطولة المملكة لدرجة الشباب
هداف بطولة منطقة القصيم لدرجة الشباب
نجماً في الألعاب الأخرى
كان الكابتن عبدالله الوهيب رياضياً شاملاً شارك وأتقن عدة ألعاب منها:
كرة القدم، السلة، الطائرة، وألعاب القوى
برز كثيراً في ألعاب القوى وحقق المركز الأول لعدة سنوات على مستوى المنطقة في (رمي الجلة – رمي القرص – الوثب الثلاثي والعالي – 100م جري)
شارة القيادة
نتاجاً لتميزه الخلقي والرياضي فقد كان يُختار دوماً قائداً للفرق التي يلعب لها في النادي والمنتخب ومنها:
قائد النادي العربي في كرة اليد
قائد منتخب القصيم في كرة اليد
قائد منتخب المملكة في كرة اليد
قائد منتخب الخليج في كرة اليد
رياضي شامل
بدأ الوهيب ممارسة الرياضة عندما كان طالباً في المتوسطة الأولى بعنيزة، بتشجيع من معلم التربية الرياضية إبراهيم التركي، الذي لاحظ نشاطه وإمكانياته البدنية الجيدة فوجهه لممارسة عدة أنواع من الرياضات. وفي نادي العربي شجعه المدرب علي القرطون، والمدرب محمد البسطويسي، لممارسة أنواع من الألعاب ليحقق إنجازات في عدة ألعاب، من ضمنها ألعاب القوى.
في عام 1974 تقريباً، حقق أهم إنجاز له، وهو تحقيق بطولة السعودية للشباب مع فريق درجة الشباب بالنادي العربي.
مشاركاته مع المنتخب
شارك مع منتخب الشباب عامي 1975 و1976، ثم تحول للفريق الأول وحقق معه عدة مراكز منها الوصيف في عدد من البطولات الرسمية والودية.
حقق خامس هدافي بطولة العالم العسكرية
حصل على جائزة أفضل لاعب في كأس فلسطين عام 1979
حصل على جائزة أفضل لاعب في الدورة العربية
شارك في بطولة الصداقة التي أقيمت بالكويت مع منتخب الخليج، وحقق لقب هداف البطولة
قرار الاعتزال
قرر الوهيب الاعتزال في عام 1413هـ الموافق 1993، بعد مباراة مع المنافس التقليدي (نادي النجمة). فاز فيها نادي العربي ليضمن البقاء لموسم آخر في الدوري الممتاز، وبعد أن اطمأن لوضع الفريق وبقائه أعلن الاعتزال.
وفاته
ودعت عنيزة يوم السبت 19 ذو الحجة 1428هـ ابنها البار عبدالله الوهيب، بحضور كبير، حيث شُيع لمثواه الأخير بعد أن توفي مع عدد من أفراد أسرته إثر حادث مروري أليم على طريق متنزهات الغضا.
قصة الحادث
اجتمع الراحل عبدالله الوهيب -رحمه الله- بعدد من أقاربه وأصدقائه في مخيم لأقاربه في متنزهات الغضا مغرب يوم الجمعة. ثم استقل سيارته النيسان (صني) برفقة زوجته وثلاثة من أبنائه (ولدان وبنت). وعندما اقترب من طريق الروضة عائداً إلى منزله في حي السليمانية شرق عنيزة، تفاجأ بسيارة جيب تويوتا تستقلها عائلة مكونة من سبعة أفراد، وحاول -رحمه الله- تفاديها. ولكن حدث اصطدام بين السيارتين، وجراء قوة الاصطدام تعرض الراحل الكبير لإصابات متعددة ولفظ أنفاسه الأخيرة مع زوجته وابنه محمد في موقع الحادث، فيما توفي ابنه الثاني أسامة في المستشفى فجر السبت.
الرثاء:
وقد رثاه عدد من الشعراء، منهم الشاعر عبدالرحمن بن عبدالله الهقاص، الذي قال في قصيدته:
مرحوم يا نجم عِجِزْنا نِفْتِديه
نَرْفَع له الدَّعْوَات في صبحٍ ولِيل
مرحوم يا عِنْوان مَجْدٍ نِرْتِضيه
يا عَـلّ في جَنَّات عدنٍ له سِبيل
كل الجزيرة تحت حِزنٍ تِشتِكيه
كانَ العَزا لاَهْلِه فَهو شَيَّ قلِيل
صلاةَ رَبِّي خير عِلْمٍ تِقْتِفيه
على النبي ماهَلّ هَمْالَ المِخيل
—
وتفجع زميله محمد بن حسن، فرثاه:
“قبل نهاية عام ودخولنا عام
ما بين هالعامين غير (١٢) يوم
لاعاد ذاك اليوم من بد الأيام
فيه انفجعت وصرت باحزان وهموم
على رفيق من رجاجيل احشام
عبدالله الوهيب مع الكل محشوم
رفيقي اللي بالملاعب إلى قام
ياكثر مايصبح به الضد مهزوم”
—
وانشد محمد الضيف مرثيته:
“العزا لك ياعنيزة في فقيد لك جديد
واحد من عيالك اللي برهم ماله حدود
برّك صغير وكبير وسافر باسمك بعيد
بالرياضة والتراث ولو قدر اعطاك زود
عن ظهر خيله ترجل وارتحل بأيام عيد
آخر اللي منك شافه الغضا ورمل النفود”
—
وصدح سليمان السلامة:
“لو سألنا من قديم ومن قريّب
في ملاعبنا عن نْجومٍ تهيّب
الوكاد أن الملاعب كلها
عمرها ما تنسى عبدالله الوهيّب
ما نساه الوقت كابتن للخليج
قايدٍ للعز والمجد البهيج
ذكرى ما تنسى على مر الزمان
سيرةٍ في عطرها ريح الأريج”
—
وعبر أخوه يوسف الوهيب عن حزنه لرحيله:
“يا العين هلي كل دمعي وهاتيه
الموت حق .. الموت ماهوب عادي
آمنت باللي نلتجي به ونرجيه
هو غافر الزلات رب العبادي
أبكي على اللي كل ما حل طاريه
أخوي عبدالله كريم الأيادي
يوم عصيب وهزني وش بقى فيه
غير الشقاء والهم والحزن زادي”