ماراثون بوبا الرياض 2024 يجمع الرياضيين بمختلف الأعمار
وسط أجواء مليئة بالحماس وهتافات التشجيع، شهدت مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية “مدينة مسك” بالرياض يومًا رياضيًا استثنائيًا مؤخراً ، مع انطلاق فعاليات ماراثون بوبا الرياض 2024.
أجتمع أكثر من 2500 شخص من مختلف الأعمار والقدرات ، بما في ذلك أبطال من ذوي الإعاقة ، في حدث رياضي يعكس قيم الصحة، والوحدة، والاستدامة، إذ تجاوز الماراثون كونه مجرد سباق ليصبح مهرجانًا مجتمعيًا شاملًا، يعزز دور الرياضة في تحقيق الترابط المجتمعي ودعم الأهداف البيئية، مؤكدًا التزام المملكة بتحسين جودة الحياة واعتماد أسلوب حياة صحي ومستدام.
طاقة لا تُقاوم
مع ساعات الصباح الأولى، توافد المشاركون برفقة عائلاتهم وأصدقائهم إلى موقع الماراثون، حيث تزينت “مدينة مسك” بمظاهر الاستعداد، بما في ذلك لافتات تحمل شعار الماراثون “خطواتك حياة لبيئتنا”، ومنصات التوجيه الي تستقبل الحشود بابتسامات من المتطوعين، مما أضفى أجواء من الحماس والتفاؤل، فيما ترقبالجميع إشارة البداية بحماسة غير مسبوقة.
وعند الساعة الثالثة مساءاً، انطلقت صافرة البداية، وتوزع المتسابقون بين ثلاث مسافات: 1 كيلومتر للمبتدئين والأطفال، و5 كيلومترات للهواة، و10 كيلومترات للمحترفين، ومع كل خطوة، تفاعل الجمهور مع العدائين بالتشجيع الحار طوال الطريق، حيث ضم السباق مشاركة مميزة من نخبة العدائين السعوديين إلى جانب هواة الجري وأفراد المجتمع، ما جعل الأجواء مليئة بالطاقة والطموح.
دعم وطني
الحدث جاء بدعم مباشر من وزارة الرياضة، والاتحاد السعودي للرياضة للجميع، ومدينة مسك، وذلك في إطار تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لدعم الأنشطة الرياضية وزيادة الوعي الصحي في المملكة، كما تم توفير كافة الاحتياجات اللازمة لضمان مشاركة آمنة ومريحة لجميع المتسابقين.
ومع نهاية السباق، توافد الفائزون إلى منصة التتويج وسط تصفيق حار من الجمهور، حيث تم تكريمهم بالميداليات والدروع في جميع الفئات، وعلقت حنين الرشيد، الفائزة في سباق الـ10 كيلومترات للسيدات، قائلة: “كانت تجربة رياضية مميزة، شعرت خلالها بأنني جزء من حدث يعكس قيم المجتمع”، أما عبد الرحمن الأنصاري، الحاصل على المركز الأول في نفس المسافة من فئة الرجال، فقد عبر عن سعادته بالقول: “إن المشاركة في هذا الحدث كانت فرصة لإثبات قدراتنا على تحقيق أهدافنا، وتعزيز روح التحدي بيننا”.
فرص متساوية
كما شهد السباق تكريمًا خاصًا للفائزين في سباق الـ5 كيلومترات، حيث فازت نور الجبوري من فئة السيدات، ومحمود عثمان من فئة الرجال، وفي مسافة الـ1 كيلومتر، تميزت جنى الحويشي بفوزها بالمركز الأول للسيدات، فيما نال ياسين لفيف المركز الأول للرجال، كما حقق عمر مهدي، بطل سباق ذوي الإعاقة، المركز الأول في نفس المسافة، ما يعكس التزام الحدث بالشمولية والمساواة وتوفير فرص متساوية لجميع فئات المجتمع.
مهرجان شامل
لم يقتصر هذا الحدث الرياضي على السباق فقط، بل تضمن أيضًا منطقة ترفيهية شملت فعاليات رياضية مبتكرة، وأركانًا للتوعية البيئية، بالإضافة إلى مناطق مخصصة للطعام والمشروبات، ما جعل هذا الحدث تجربة شاملة جمعت بين الرياضة والترفيه والتوعية البيئية، مانحة المشاركين والجماهير يومًا لا يُنسى.
وقالت إحدى الزائرات، أم لطفلين شاركا في سباق 1 كيلومتر: “كان يومًا رائعًا، رأيت فرحة أطفالي وهم يشاركون في سباق مُنظم، واستمتعنا جميعًا بالأجواء والأنشطة الترفيهية المصاحبة”.
خطوات خضراء
بينما كان السباق يدور على الأرض، كانت هناك رسالة أخرى تغرس جذورها في المستقبل، حيث أطلقت بوبا العربية مبادرة لزراعة شجرة باسم كل مشارك في الماراثون في مناطق مختلفة من المملكة، بهدف زيادة المساحات الخضراء وتشجيع المشاركين على دعم المبادرات البيئية المستدامة.
وفي نهاية الحدث، استلم كل متسابق رسالة شخصية تحتوي على تفاصيل وصورة الشجرة المزروعة باسمه، مما عزز لديهم شعورًا قويًا بالمسؤولية البيئية.
وعي مجتمعي
وفي تعليقه على الحدث، قال المهندس الشريف بن عبدالله حميد الدين، المدير التنفيذي للتسويق في بوبا العربية للتأمين التعاوني: “إن الحضور الكبير والطاقة الإيجابية في ماراثون بوبا الرياض يعكسان أهمية الرياضة في تعزيز
الروح المجتمعية وزيادة الوعي بدور الرياضة في تحسين جودة الحياة”، وأكد أن الحدث كان بمثابة دعوة لتحفيز المجتمع على تبني أسلوب حياة صحي والمساهمة في الحفاظ على البيئة.
مستقبل صحي
اختتمت الفعالية بتأكيد دور الرياضة في تعزيز مفاهيم الصحة ومجتمع خالٍ من الأمراض، ودعم أهداف رؤية المملكة 2030 لزيادة نسبة ممارسي الرياضة في المجتمع، حيث يعتبر ماراثون بوبا الرياض استكمالًا لسلسلة ماراثونات بوبا في مدن المملكة مثل جدة والجبيل، وهو جزء من برنامج “حياتك صح” الذي أطلقته بوبا العربية في 2022 بهدف تعزيز الصحة العامة وتشجيع النشاط البدني.
ومع عودة المشاركين إلى منازلهم، ظلت رسائل الحدث حاضرة في أذهانهم: قصة جماعية تحمل حلمًا بمستقبل صحي ومستدام، خطوات تم قطعها، ورسائل بيئية وصحية ستستمر في التأثير، لتساهم في بناء مستقبل أفضل، مؤكدة على أهمية الرياضة في خلق مجتمع أكثر صحة واستدامة.