صالح خليفة.. قائد الاتفاق الذهبي
الكأس – يعقوب آدم
عندما يُذكر اسم الاتفاق، وتُذكر معه إنجازاته الذهبية، لابد للمرء من أن يتذكر اسم صالح خليفة، القائد الذهبي لفريق الاتفاق في عصوره الذهبية، الذي وضع بصمته التاريخية في سجلات التاريخ الذهبي للاتفاق، مع زملائه الأشاوس: سعدون حمود، عمر باخشوين، عيسى خليفة، مروان الشيحة، جمال محمد، عبد الحليم عمر، زكي الصالح، عبد الله الصالح، سلمان النمشان، سعد السريهيد، والحارس الأخطبوط القصير الماكر مبارك الدوسري. كانوا جميعهم يقودون الاتفاق إلى منصات التتويج بمسمياتها المختلفة المحلية، الخليجية، والعربية. فقد سطروا اسم الاتفاق بأحرف من نور في سجلات التاريخ، ودشنوا إنجازات الوطن كأول سفير سعودي يحمل الكؤوس عربيًا وخليجيًا. وكان لجيل صالح خليفة شرف الفوز بلقب أول فريق سعودي يحقق بطولة خارجية، متفوقًا بذلك على أندية المملكة الكبرى المصنفة بالأربعة الكبار: الهلال، النصر، الأهلي، والاتحاد. هذا الإنجاز لم يحققه فريق آخر غير الاتفاق، الذي حقق بطولة الدوري بدون هزيمة، وفاز ببطولة كأس ولي العهد، وأحرز البطولات العربية والخليجية، وإن لم يُوفق في مشاركاته الآسيوية بالفوز ببطولة آسيا لتكتمل لديه سلسلة البطولات المختلفة.
وعلى الرغم من كل هذه الإنجازات، كان أكثر ما يميز قائد الاتفاق الذهبي، صالح خليفة، إلى جانب نبوغه الكروي وفنياته العالية وبراعته في تموين المهاجمين وربط حزام الوسط، هو دوره التربوي داخل فريق الاتفاق. فقد كان يمثل الأب الروحي للناشئين، يأخذ بأيديهم، ويقدم لهم النصح والمشورة حتى يشتد عودهم وتقوى عزائمهم. جيل باخشوين وأبناء النصار وسعدون حمود ومروان الشيحة وناصر الدوسري والسريهيد وغيرهم، لن ينسوا وقفات الكابتن صالح خليفة معهم، وهو يقدم لهم الإرشاد والنصائح القويمة التي ثبتت أقدامهم داخل المستطيل الأخضر وأزالت عنهم الرهبة.
ولصالح خليفة مواقف أخرى مشرقة مع أقرانه في أندية القادسية، النهضة، الخليج، الثقبة، وكل أندية المنطقة الشرقية، حيث كان لا يبخل بخبراته التراكمية في شتى المجالات الفنية والإدارية، مما جعله النجم الأكثر قربًا لقلوب أشقائه في الأندية الأخرى، بحكم دماثة خلقه، حسن معشره، وطيب خصاله.
ولا يمكن أن ننسى الفترة الذهبية التي تقلد فيها الكابتن صالح خليفة مقاليد الأمور الإدارية في نادي الاتفاق إبان رئاسة الرئيس الذهبي عبد العزيز الدوسري، تلك الفترة التي شهدت فيها إدارة الكرة في نادي الاتفاق انضباطًا إداريًا لم نشهد له مثيلًا قط. ساعده في ذلك احترام اللاعبين له وانصياعهم لقراراته، مما أسهم في تحقيق الاتفاق أفضل الإنجازات المحلية بفضل التناغم القائم بين الأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين.
فلله درك، كابتن صالح خليفة. لقد كنت رقمًا شامخًا في تاريخ الاتفاق لا يمكن تخطيه. يكفيك فخرًا أنه كلما ذُكر اسمك في أي محفل اتفاقي، يُذكر معه العرفان، الولاء، حب الشعار، ونكران الذات لهذا الكيان الشامخ الذي يعيش الآن عزلة قسرية عن منصات التتويج.