منوعات

قهوة “الربيعان” في المستجدة.. تصميم هندسي فريد وملتقى الضيوف

القرية القديمة حافلة بالقلاع والأسوار والمساجد الأثرية

 

 

الكأس – عثمان الشلاش

 

 

تأتي قهوة الكريم درويش بن جارالله الربيعان التميمي الواقعة في بلدة المستجدة جنوب مدينة حائل (130 كلم)، كواحدة من أهم مراكز الكرم ذات البعد الاجتماعي الضارب في أعماق التاريخ.

 

تنحدر أسرة الربيعان من ذرية الحمران من قبيلة بني تميم، والتي قطنت مع أبناء عمومتهم بلدة المستجدة قبل ما يقارب ثلاثة قرون بعد نزوحهم من قفار التاريخية. وقد ابتنوا البلدة وجعلوها من أهم المراكز الحضرية في منطقة حائل. ولا تزال بلدة المستجدة مأهولة بالسكان وتضم مركز إمارة، ومدارس حكومية، ومركزًا للرعاية الصحية، ومكتبًا للخدمات البلدية، وجمعية أهلية.

 

تُعد أسرة الربيعان، التي يرجع نسبها إلى قبيلة بني تميم، من أشهر الأسر الكريمة المشهود لها بالحمية والكرم والولاء لقادتهم ووطنهم، المملكة العربية السعودية.

 

ومن أعلام أسرة الربيعان، الكريم محمد بن سالم الربيعان التميمي – رحمه الله – المعروف بلقب (أبو حوطتين). وكان مشهورًا بالكرم والشجاعة، وقال فيه الكليخ الشاعر:

حفيت ذلولي من كثير القريني

غدا قعودك ما لقى من يلفّيه

قبل قعودك مات أبو حوطتيني

الضيف لو يجفل بعيره يعشّيه

 

ومن أعلام هذه الأسرة، الكريم تركي بن درويش الربيعان التميمي، المعروف بالكرم والحمية مع جماعته وأهل المستجدة. وقد ذكرت عدة مصادر مواقف هذا العلم الكريم وأخبار كرمه مع ضيوفه. وفيه يقول الشاعر الكبير فرج بن خربوش الأسلمي الشمري:

اللي مسند يم رمان تسنيد

يلفي لتركي راعي المستجده

مرددن في نية الخير ترديد

جماع مع كل المراجل موده

 

وعن القهوة الأثرية المنوطة بهذا التقرير، يعود تاريخها إلى زمن الكريم درويش بن جارالله الربيعان التميمي، وهو سليل هذه الأسرة الكريمة. وتُعد القهوة واحدة من المعالم الأثرية المعروفة في منطقة حائل وفي نجد. وتأتي أهميتها من تاريخها القديم كونها كانت مركزًا للكرم ولا تزال مشرعة الأبواب حتى وقت إعداد هذا التقرير، ومن جهة أخرى لأنها لا تزال تحافظ على بنائها القديم الذي أبدعته عقول المهندسين القدماء الذين شيدوا بناءها قبل عشرات السنين.

 

وأثناء زيارة صحيفة “الكأس” لقهوة درويش الربيعان، كانت مأهولة بالضيوف الذين قدموا لزيارة المستجدة من منطقة حائل ومن خارجها. في حين تزينت حيطان القهوة من الداخل بعدد من القطع الأثرية القديمة ذات الصلة بموروث القهوة القديم مثل المحماس، والسراج، ومبرد القهوة، وغيرها من القطع الأثرية الثمينة.

 

إلى ذلك، أوضح أحد أهالي المستجدة، الأستاذ تركي بن زايد الربيعان التميمي، لصحيفة “الكأس”، أن قهوة درويش الربيعان تُعد من المباني القديمة التي لا تزال تحتفظ بشكلها القديم، مشيرًا إلى أن بلدة المستجدة تتميز بوجود آثار قديمة تتمثل بالمباني الطينية والمساجد القديمة ذات الطراز النجدي المعروف بتصميمه الأصيل، إضافة إلى وجود أسوار شاهقة الارتفاع وقلاع مرتفعة متينة التصميم. وأضاف أن بلدة المستجدة يرتادها العديد من الزوار المهتمين بالتراث القديم من داخل المملكة العربية السعودية ومن خارجها.

 

من جانبه، قال أحد أعيان مركز المستجدة، الأستاذ فهد بن غالب الربيعان التميمي، إن حكومة خادم الحرمين الشريفين – أيده الله – تعمل جاهدة على توفير كافة الخدمات التي يحتاجها المواطنون في بلدة المستجدة. موضحًا أن القرية القديمة بالمستجدة تضم مباني، وقلاعًا، وأسوارًا، ومساجدَ متقادمة الزمن، يمكن الاستفادة منها في الجذب السياحي في حال تم تأهيلها بالبنية التحتية الملائمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com