علي حسين اشكناني يكتب “رؤية ثاقبة للمملكة”
نهنئ المملكة العربية السعودية على فوزها بشرف استضافة كأس العالم 2034، مما يعكس الثقة العالمية في قدراتها التنظيمية ورؤيتها المستقبلية الطموحة. بعد النجاح الباهر لمونديال قطر 2022، الذي وصفه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بأنه الأعظم في تاريخ البطولة، تتجه الأنظار مرة أخرى إلى منطقة الخليج لاستضافة حدث رياضي عالمي يعزز مكانة العالم العربي على الساحة الدولية.
تأتي هذه الاستضافة كجزء من رؤية السعودية 2030، التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في عام 2016. تركز هذه الرؤية على تنويع الاقتصاد وتعزيز التنمية المستدامة، معتمدة على مرتكزات أساسية متعددة الأهداف، من أبرزها استمرار البقاء في القمة. من خلال تطوير البنية التحتية واستضافة الفعاليات العالمية، تسعى المملكة إلى تعزيز مكانتها كقوة رياضية واقتصادية على المستوى الدولي.
كذلك، تسعى السعودية إلى مواصلة حمل مشعل السلام عبر الرياضة، حيث تعمل على تعزيز التفاهم والتعاون بين الشعوب، مما يسهم في نشر رسائل السلام والمحبة. ولا نغفل ركيزة التألق في الانفتاح على العالم من خلال استضافة الأحداث الكبرى، وهو ما جعل المملكة تفتح أبوابها للعالم، مما يعزز التبادل الثقافي والرياضي والاقتصادي مع مختلف الدول.
ويُعد الشباب السعودي، من الجنسين، العمود الفقري لتحقيق هذه الرؤية، ومنها تنظيم كأس العالم 2034. حيث يمثلون نسبة كبيرة من السكان، وتعمل المملكة على تمكينهم من خلال برامج ومبادرات تهدف إلى زيادة مشاركتهم في المجتمع وسوق العمل، مثل برنامج تنمية القدرات البشرية ومبادرة “العمل المبكر” التي أطلقها صندوق تنمية الموارد البشرية “هدف” لتأهيل الشباب السعودي لسوق العمل.
كما تمتلك السعودية إرثًا رياضيًا ضخمًا ومشاركات مشرفة على المستوى القاري والعالمي، فهي التي سبق لها أن شاركت ست مرات في بطولات كأس العالم، مما جعل الكرة السعودية معروفة لصناع القرار في الفيفا. وتألق السعوديون في مختلف ميادين هذه اللعبة على مستوى المنتخب والأندية، وحتى في العناصر الأساسية مثل التحكيم والكوادر الإدارية الفذة، والجمهور الذي يثبت في كل مناسبة شغفه الكبير وعشقه لكرة القدم.
الشباب السعودي أثبت في كل المناسبات قدرته على تقديم صورة مشرفة عن المنطقة العربية والشعوب الخليجية من خلال مشاركته الفاعلة في تنظيم واستضافة الفعاليات الكبرى. واستضافة المملكة لكأس العالم 2034 ستكون فرصة لإبراز هذه القدرات وتقديم تجربة استثنائية تعكس التطور والنهضة التي تشهدها بلاد الحرمين.
آخر نقطة:
نثق تمامًا في قدرة المملكة العربية السعودية، بقيادة شبابها الواعد، على تنظيم مونديال استثنائي يعكس الوجه المشرق للعالم العربي، ويعزز مكانة المنطقة على الساحة الرياضية الدولية. كل التوفيق للأشقاء في المملكة في هذا التحدي الكبير، وكلنا ثقة بأنهم خير من يمثلنا أمام العالم في هذا الحدث الكوني الكبير.