مقالات رأي

مايكل فوزي يكتب “المملكة والتحديات الثلاث”

 

 

 

 

بعد إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم عن إسناد تنظيم أكبر بطولة في تاريخ اللعبة، وهي كأس العالم 2034، إلى المملكة العربية السعودية، وبأعلى تقييم في التاريخ لملف مقدم للاتحاد الدولي حيث حصد 419.8 نقطة، تكون المملكة أمام موعد مع تحدي حقيقي، وهي تستطيع وتمتلك القدرات لتقديم أقوى نسخة في تاريخ تنظيم المونديال.

 

وجعل ما هو موجود في الملف حقيقيًا، خصوصًا أن 80% من الشعب السعودي عاشق لكرة القدم، وأن 60% من مواطنيه تحت عمر الثلاثين عامًا.

 

لكن هناك ثلاثة تحديات: الأول: أنها ستكون النسخة الثانية التي تُقام على أرض عربية في منطقة الشرق الأوسط بعد مونديال قطر 2022، والذي كان أفضل نسخة حتى الآن. فيكمن التحدي في ما هي الأشياء التي ستقوم المملكة بصناعتها في هذا الحدث الاستثنائي؟ وأنا أثق أنه تم الإعداد جيدًا لهذا الأمر، ووضع كافة التصورات التي ظهرت في تقييم الملف الذي نال أعلى تقييم، وفوق كل هذا، لم تتقدم أي دولة لمنافسة هذا الملف.

 

التحدي الثاني: ستكون المرة الأولى التي تقوم فيها دولة واحدة بتنظيم هذه النسخة بنظامها الجديد المكون من 48 منتخبًا. في عام 2026 سيكون هناك ثلاث دول هي أمريكا والمكسيك وكندا، وفي عام 2030 أيضًا ثلاث دول هي المغرب وإسبانيا والبرتغال. لذلك، فإن قيام دولة واحدة بتنظيم مثل هذه النسخة، مع زيادة 16 منتخبًا، يعني زيادة في عدد الجماهير، خصوصًا أن موقع المملكة يجعل 60% من سكان العالم يحتاجون إلى 8 ساعات فقط للوصول إلى أراضيها.

 

يعد هذا تحديًا قويًا وصعبًا، ولكن إذا نظرت، ستجد أن المملكة قامت بتأسيس بنية تحتية لاستقبال كل هذه الوفود وأكثر، مع أكثر من 11 مدينة بخلاف المدن الرسمية جاهزة لهذا الحدث، وأكثر من 230 ألف وحدة فندقية، و134 منشأة تدريبية للفرق.

 

أما التحدي الثالث، وهو الأهم، ولغرضه كتبت هذا المقال: هو تجهيز منتخب سعودي يذهب بعيدًا في تلك البطولة لتكتمل الصورة بشكل يليق بالمملكة.

 

نعم، كلي ثقة أن المملكة قادرة على تنظيم أفضل نسخة، ولكن ما المانع أن يكون بجانب التنظيم منتخب قوي يشرف المملكة ويسعد جمهورها، بحيث تكون الفرحة فرحتين؟

 

للقيام بذلك، لابد من وضع استراتيجية حقيقية للتركيز على صنع منتخب قوي، يتم التحضير له منذ الآن وحتى عام 2034.

 

ولكم في تجربة سابلون مع بلجيكا نموذج كما ذكرته في مقالي السابق.

 

البداية: اختيار ناشئين من المدارس أو حتى مدارس الكرة والأندية، وتأسيسهم على أساس علمي بشرط أن يمتلكوا المهارة والقابلية للتعلم.

 

وتنميتهم: بدنيًا، وذهنيًا، ونفسيًا، حيث يتم بناؤهم بشكل صحيح كما تفعل الأكاديميات الكبرى مثل “لا ماسيا” في برشلونة أو “أياكس” في هولندا.

 

ثم دمجهم مع الفرق الكبرى وإعطائهم الفرصة للمنافسة ليحتكوا مع المحترفين والأسماء الكبيرة التي جلبتها المملكة، حتى يكتسبوا الخبرات ويتم تنمية شخصياتهم، وإن استطاعوا، يحترفون خارجًا كما الحال مع سعود عبد الحميد أو مروان الصحفي.

 

عندها سيكون هناك منتخب قوي ينافس ويقدم مستوى يليق ويواكب رؤية وتنظيم المملكة.

 

ليكون هذا الحدث تتويجًا لرؤية 2030 وهدية النجاح لتنفيذها، ليكون التنظيم هو الأفضل، والمنتخب هو الأجدر بتمثيل المملكة.

 

مبروك لكل المملكة وكل من عليها. ونثق أنه سيكون الأفضل، وبجانبه منتخب يدخل الفرح على كل محبي الأخضر السعودي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com