تجنيس اللاعبين في الخليج.. نار انطفأ لهبها

الكأس – عبدالله سلمان
لم يعد تجنيس اللاعبين الأجانب بجنسيات دول خليجية يثير حساسية مفرطة كما كان من قبل. إذ كانت هذه النقطة محل جدل منذ بداية البطولة عام 1970م، خاصة بعد مشاكل أثيرت سابقًا في دورة الألعاب العربية. واكب ذلك رغبة بعض الدول الخليجية (حديثة الاستقلال) وحديثة العهد باللعبة في تدعيم صفوفها بلاعبين عرب (غالبًا من دول الشام، ولا سيما لبنان المتطورة كرويًا حينها). تم تقنين ذلك بشكل واضح بحيث لا تستطيع الدول تجنيس اللاعبين فقط للمشاركة في دورة كأس الخليج، بل يخضع ذلك لقوانين الفيفا تمامًا.
مع تغير أنظمة الفيفا، بات الأمر مقبولًا دون اعتراض يُذكر. لذلك، فإن إعلان مدرب المنتخب الإماراتي، باولو بينتو، أمس، ضم 8 لاعبين مجنسين لخليجي 26، لم يثر حفيظة أحد.
بدأت مشاكل الاعتراض على التجنيس منذ أول بطولة، وتمت تسويتها سريعًا بقبول تجنيس بعض اللاعبين بالطريقة المقبولة. من أشهر هؤلاء اللاعبين اللبناني أحمد الطرابلسي، الذي مُنح الجنسية الكويتية، بالإضافة إلى لاعبين في منتخبات قطر والإمارات حصلوا على الجنسيات ولعبوا بطريقة وافق عليها الاتحادات الأخرى.
لكن أول مشكلة كبيرة أثارها ملف المجنسين جاءت في الدورة الرابعة بقطر (خليجي 1976)، حين أرادت الدولة المضيفة الظهور بشكل مشرف في البطولة. فأعلنت ضم عدد من اللاعبين العرب إلى صفوف (العنابي)، أبرزهم المصري الشهير حسن مختار، واللبنانيان أحمد عمر شاكر وفستق، وجمال صبحي الخطيب. لكن وفدي المملكة والكويت اعترضا وهددا بالانسحاب، وتضامن معهما البحرين والإمارات. أما العراق فقد وافق على الأمر.
قدم مندوب الكويت دليلًا دامغًا على أن الخطيب مثّل لبنان في تصفيات كأس آسيا وسجل هدفًا. وردًا على تهديد قطر بالانسحاب، هددت باقي الدول بالعودة إلى بلادها. فجاءت الأوامر العليا بوقف ضم اللاعبين، وانتهت المشكلة. لاحقًا، حصل أحمد شاكر ومحمد وفا عرقجي على الجنسية القطرية، ومثل محمد وفا (العنابي).
في مطلع الألفية الجديدة وعلى امتدادها، أصبح التجنيس في قطر يسير بوتيرة متصاعدة، وأثار مشاكل وعواصف إعلامية وتصريحات قوية. استمر الملف شائكًا لسنوات. ومن اللافت أن بعض لاعبي قطر المجنسين كانوا من لاعبي الأحياء في المملكة، على غرار المهاجم محمود صوفي (رحمه الله) والحارس محمد صقر وغيرهم.
في السنوات الأخيرة، انتهج الاتحاد الإماراتي نهجًا مؤيدًا للتجنيس استنادًا إلى قانون صدر عام 2018م. مُنحت الجنسية لكريستيان تيجالي، كايو كانيدو، وفابيو دي ليما. وشهد العام الجاري انفتاحًا كبيرًا على التجنيس، حيث مُنحت الجنسية لـ36 لاعبًا، ودُعم (الأبيض) بأبرزهم. أثمر ذلك نجاحًا باهرًا أسهم في نهوض المنتخب من عثرته في كأس آسيا، ليصبح منافسًا قويًا يخشى جانبه في تصفيات كأس العالم 2026م، حيث حقق تقدمًا كبيرًا ونتائج قوية.