مايكل فوزي يكتب “الجوائز الفردية والجماهير”
بعد تحقيق فينيسيوس جونيور، لاعب ريال مدريد، جائزة الأفضل من “فيفا”، رأى البعض أن هذا يُعد رد اعتبار لفينيسيوس بعد ما حدث في جائزة الكرة الذهبية، عندما حققها رودري، لاعب مانشستر سيتي، على حسابه.
ظهر الجدل مرة أخرى، حيث اعتبر البعض أن جائزة الأفضل أكثر مصداقية من الكرة الذهبية، في حين ذهب آخرون إلى أن الكرة الذهبية هي الأهم والأقدم.
تذكرت ما حدث في عام 2022، عندما حقق كريم بنزيما الكرة الذهبية، بينما حصل ليونيل ميسي على جائزة الأفضل. وقتها، شكك البعض في مصداقية جائزة الأفضل واعتبروا الكرة الذهبية الأكثر موثوقية.
الحقيقة التي رأيتها هي أن المسألة تعتمد على من يربح تلك الجوائز. بمعنى أن إذا فاز بها لاعبك المفضل أو لاعب من فريقك، أو حتى لاعب تراه يستحقها، تصبح الجائزة مستحقة وأكثر مصداقية. أما إذا فاز بها لاعب لا تحبه أو من فريق منافس، فإنك تراها كذبة وسرقة، وتفتقر إلى المصداقية.
إذا سألتني عن رأيي، أرى أن جائزة الكرة الذهبية هي الأقدم، وكانت تُمنح في البداية للأوروبيين فقط، لذا تحمل إرثاً تاريخياً وهي الأكثر أهمية، رغم أن الاختيار يتم من قبل عدد محدود من الصحفيين.
أما جائزة الأفضل فهي الأحدث، لكن طريقة الاختيار فيها أكثر منطقية:
25% للجمهور.
25% لمدربي المنتخبات.
25% لقادة المنتخبات.
25% للصحفيين.
لذلك، تبدو أكثر إنصافاً.
لكن، من خلال متابعتي لكرة القدم، وجدت أن هناك كثيرين من الأساطير لم يحصلوا على تلك الجوائز الفردية، مثل إنييستا وإبراهيموفيتش. ومع ذلك، لم يقلل ذلك منهم، وبقوا أساطير.
لذلك، عزيزي المتابع، هذه الجوائز ليست الحسم في تحديد الأفضلية. هي مجرد عنصر من عناصر التقييم، وليست كلها، لأنها تخضع لعوامل كثيرة مثل الإعلانات واسم النادي ومدى سطوته إعلامياً.
الأمثلة كثيرة على لاعبين لم يكونوا مستحقين للجائزة ومع ذلك فازوا بها، بينما كان هناك من يستحقها أكثر.
لكن هناك شيء مهم، عزيزي محب كرة القدم:
إذا حصل لاعبك المفضل على الجائزة واعترفت بأفضليتها، فلا تشكك بها مستقبلاً إذا خسر من تراه الأفضل.
وإذا شككت بها الآن، فلا تعتبرها الأفضل مستقبلاً.
في النهاية:
لكل جائزة نظامها وطريقتها للاختيار وإرثها التاريخي وقيمتها المعنوية. اختر ما تشاء وقيّم ما تشاء، ولكن لا تقلل من أحد، لأن الأفضلية يراها الجمهور دائماً في أرض الملعب، والتاريخ ينصف اللاعب الحقيقي.
الأساطير يتم تقييمهم بالكثير وليس بالجوائز الفردية فقط:
هناك من هم الأفضل ولم يحققوا بطولات مهمة، مثل رونالدو الذي لم يحقق دوري الأبطال، ويوهان كرويف الذي لم يحقق كأس العالم.
وهناك أساطير لم يحققوا الكرة الذهبية، مثل هنري وإنييستا.
وهناك من لم يلعب في أوروبا مثل بيليه.
استمتعوا بكرة القدم ولا تنشغلوا بمهاتراتها.
رودري استحق الكرة الذهبية وفقاً للمصوتين من الصحفيين.
فينيسيوس استحق جائزة الأفضل من فيفا وفقاً لمن اختاروه.
وأخيراً:
لكل مشجع ومحب بطله الخاص الذي يراه دائماً الأفضل.