مقالات رأي

محمد لاشين يكتب “ملحمة الصقور في كأس الخليج”

 

 

لم يكن دخول المنتخب السعودي إلى كأس الخليج مجرد مشاركة رياضية عابرة؛ بل كان رحلة مليئة بالتحديات والعزيمة، حملت معها الكثير من الدروس والمفاجآت، فرغم البداية المتعثرة أمام البحرين وصعوبة المواجهة مع اليمن، أثبت الصقور الخضر أنهم قادرون على تحويل المحن إلى لحظات من المجد،

كانت البداية مع البحرين هزيمة قاسية ودرسا مهما حيث جاءت الهزيمة بمثابة صدمة للجماهير السعودية التي كانت تأمل بداية قوية مع عودة العراب هيرفي رينارد، لكن تلك الهزيمة لم تكن سوى حافز لرفع مستوى الأداء واستيعاب الأخطاء الفنية، تعامل اللاعبون والجهاز الفني مع النتيجة بروح التحدي، رافضين الاستسلام.

 

ودخل الصقور مباراتهم الثانية مع المنتخب اليمني بروح حذرة، مدركين أن أي تعثر آخر قد يُنهي آمالهم مبكرًا، ورغم صعوبة اللقاء وشراسة الأداء اليمني والتقدم بهدفين، تمكن المنتخب السعودي من تجاوز العقبات بصعوبة، وتحفيق ريمونتادا قوية ليبقي على آماله في المنافسة، وجاءت المفاجأة الكبرى أمام العراق والأداء الرائع أمام حامل اللقب

وأحد أقوى فرق البطولة، خاصة خلال الشوط الثاني( شوط المدربين)، لم يكن الكثيرون يتوقعون أن يشهدوا هذا التحول، لكن السعودية بروح الصقور التي لا تعرف اليأس، قدمت أداءً استثنائيًا، واستطاع اللاعبون قلب الموازين وإظهار مستوى عالٍ من الانضباط التكتيكي والروح القتالية، مما أثمر عن انتصار كبير وضعهم في مصاف المنافسة الجادة على اللقب، بفضل المايسترو سالم الدوسري والبديل المتألق عبدالله الحمدان، هذه الروح القتالية والإصرار الذي أبداه لاعبو المملكة به أثبت الفريق أن النجاح لا يقاس بالبدايات، بل بمدى القدرة على الاستمرار.

 

أخيرا.. قصة المنتخب السعودي في هذه النسخة من كأس الخليج تعكس روح الصقور التي لا تُقهر، مهما كانت الصعوبات، هي رسالة لكل عشاق الكرة أن النجاح لا يتحقق إلا بالصبر، والعمل الجماعي، والإيمان بالقدرة على تجاوز التحديات، ومهما كانت النهاية، فقد أثبتت السعودية أنها قوة رياضية يحسب لها ألف حساب وأنها دائما أحد أقوى المرشحين للقب الخليجي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com