مقالات رأي

يحيى العمودي يكتب “هل جوارديولا سباك؟”

 

 

هل تشاهدون ما أشاهده؟ هل تمحّصون النظر فيما أراه ويراه الجميع اليوم؟ العبقري، الداهية، الفيلسوف، سمّه ما شئت، بيب جوارديولا، أحد من شهدت لهم كرة القدم بأنه من أعظم وأكبر من درّب وسطّر الدروس الحديثة في كرة القدم، وأحد أنجب وأشطر تلامذة (العرّاب) الهولندي يوهان كرويف، يسقط في هذا العام وكأنه لم يسقط من قبل. الهزائم تتوالى، الأهداف تُسجَّل في مرمى فريقه بغزارة، لاعبيه النجوم يأفلون نجماً تلو الآخر، واليوم هو في موقف ومشهد لم يتخيله أحد؛ ففي الدوري الإنجليزي يحتل المرتبة الخامسة بـ 11 فوزًا فقط من 22 مباراة، وفي دوري الأبطال هو في المركز الـ25، أحد المراكز المودعة للبطولة قبل الجولة الأخيرة. فهل سنرى من سيجرؤ ويطلق عليه اللقب الشهير (سبّاك) كما سمعناها مرارًا وتكرارًا في دورينا؟!!

 

عجبًا لأولئك المصنفين ذوي الحنكة الزائفة الذين قضوا على مسيرة ناجحة لبعض الأندية مع أول تعثّر لمدربهم الكبير، والذي سبق أن قدّم ما يشفع له. أحد هذه الأمثلة (المظلمة) بكل أسف هو ما فعلته إحدى إدارات نادي الاتحاد السابقة مع البرتغالي نونو سانتو، والتي أدخلته مرحلة الشك وبدأت ترسم حوله ملامح (الفشل) بدعم وتوجيه وتحريض من ذكرتهم أعلاه بالمحنّكين الزائفين، حتى تمّت إقالته في مشهد غير لائق إطلاقًا لا باسمه ولا بسيرته ولا حتى بما قدّمه من بطولتين للاتحاد، إحداهما حقّقها الاتحاد (لأول مرة)، والأخرى كانت غائبة عن خزائن العميد قرابة 14 سنة. بل ولا يليق حتى بنادٍ عريق مثل الاتحاد الذي تضرّر من هذه الإقالة وتبعاتها وما حدث خلالها، وظهر ذلك جليًا في أهم استضافة وأهم محفل للاتحاد والكرة السعودية في ذلك العام!!

 

واليوم، أين هو نونو سانتو؟!! بمجرد ما سمع الإنجليز خبر إقالته حتى تهافتوا سريعًا للتوقيع معه عبر نادي نوتينغهام فورست العريق، ولم يُخيّب ظنهم نونو سانتو؛ ففي العام الأول (الموسم الماضي) وفي ظرف ثلاثة أشهر فقط استطاع أن يُبقيهم في الدوري الإنجليزي وأن يحميهم من الهبوط رغم عقوبة خصم النقاط التي فُرضت على الفريق. وفي العام الحالي، نوتينغهام فورست هو الثالث بترتيب الدوري الإنجليزي بأربع هزائم فقط من 22 مباراة، وثالث أقوى خط دفاع، ويعيش أزهى أيامه التي افتقدها منذ 45 عامًا حين حقق دوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين عامي 1979 و1980م.

 

فيا تُرى، هل هناك (سبّاكة) في علم التدريب الكروي للمدربين الكبار على الأقل؟ أم أن هناك ما يُسمى بـ**(الظروف المتقلّبة)** التي تشمل العمل الإداري والموارد المالية وجودة اللاعبين؟ العوامل السابقة إن حضرت جميعها ولم تُحقق النتائج المرجوة، فهنا حُق على المدرب أخذ الملامة على عاتقه وعليه مراجعة حساباته. وحتى ذلك الحين، كفانا خسارة مدربين أكفاء خسرتهم أنديتهم وخسرهم دورينا.

 

 

 

أضواء متفرقة:

 

مسلسل محمد صلاح في جزئه الثاني توقف سريعًا ولم نعرف ما هي النهاية، لكن الأمر لن يطول؛ أقل من أسبوع وسنعرف ما سيحدث، إما التجديد مع ليفربول، وإما الهلال، وإما مفاجأة غير متوقعة!!

 

الهلال يدخل سوق المنتجات الغذائية بعد أن سبقه الاتحاد في هذا الشأن منذ سنوات مضت، والعبرة هنا ليست بالأولوية، بل بالاستدامة والاستمرارية. فشركة موتورولا هي أول شركة صانعة للجوالات، لكن أين هي اليوم وسط الهوامير والعمالقة؟!!

 

القادسية تتفوق على الأهلي والنصر بالترتيب وبالأرقام، والرياض والخليج يتفوقان على الاتفاق. المال ليس كل شيء يا سادة!!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com