تحدث المدرب المصري محمد كشك بطل آسيا مع الشارقة الإماراتي عن التحديات التي ستواجه المنتخب المصري لكرة اليد في مباراته المرتقبة اليوم أمام فرنسا في ربع نهائي بطولة العالم، مشيراً إلى أن المنتخب الفرنسي يعد أحد أقوى الفرق في العالم، ويتمتع بتشكيلة قوية وخبرات طويلة. وأكد كشك أن المنتخب المصري قادر على تحقيق الفوز إذا تم التركيز على التفاصيل الدقيقة في الأداء الدفاعي والهجومي.
وقال كشك: “المنتخب الفرنسي فريق قوي للغاية، يتميز بالخبرة والتجانس، حيث يلعب معظم لاعبيه معاً منذ سنوات. معدل أعمار لاعبيهم متوسط، حوالي 30 سنة، مما يجعلهم في قمة العطاء البدني والفني. لديهم أسماء لامعة تلعب في أقوى الدوريات الأوروبية، مثل نيكولا كاراباتيتش، نديم ريميلي، لوكا ديكامام، فابريجاز، وبراندي”.
وأضاف: “فرنسا لم تخسر أي مباراة في البطولة حتى الآن، وهذا يعكس قوتهم. كنت أتمنى أن نواجه منتخب المجر بدلاً منهم، لأنه أقل قوة من المنتخب الفرنسي، لكن هذا قدرنا ويجب أن نكون على أتم استعداد”.
وأشار كشك إلى أن المنتخب الفرنسي لديه نقطة ضعف في مركز حراسة المرمى، قائلاً:”حارس المرمى الفرنسي، ديفونيه، ليس ضمن الأفضل في العالم. يتميز بردود أفعال سريعة ومرونة عالية، لكنه ليس بالقوة الكافية لإيقاف منتخب مثل مصر إذا ركزنا على إخراجه من أجواء المباراة. إذا نجحنا في التسديد الدقيق ومنع الحارس من التصديات في أول 10 أو 15 دقيقة، سيصبح اللقاء أسهل بالنسبة لنا”.
وأوضح كشك أن المنتخب الفرنسي يعتمد بشكل كبير على التصويبات من الخط الخلفي، خاصة مع وجود لاعبين مثل ديكا ميم ونديم ريميلي، قائلاً:” التصويب من خارج التسعة أمتار هو أحد أبرز أسلحة المنتخب الفرنسي. لوكا ديكامام يمتلك دقة تصويب تتجاوز 70%، ونديم ريميلي يتميز بأنه يلعب بيده اليسرى، ما يجعله مختلفاً عن أغلب لاعبي العالم. هذا الأمر سيشكل صعوبة على دفاع المنتخب المصري، خاصة مع اعتيادنا على مواجهة لاعبين يلعبون باليد اليمنى”.
وأضاف: “أجنحة المنتخب الفرنسي أيضاً تشكل تهديداً كبيراً، مع لاعبين مثل كونكود وناهية الذين يتميزون بالسرعة الكبيرة ودقة إنهاء الهجمات بنسبة تصل إلى 70%. المنتخب الفرنسي فريق متكامل هجومياً، ما يتطلب منا التركيز الكامل على الجوانب الدفاعية”.
وأكد كشك أن الهجوم المصري يجب أن يكون أكثر تنوعاً، قائلاً:”لا يمكن الاعتماد فقط على الاختراق من الخط الخلفي. يجب استغلال الأجنحة بشكل أفضل، بالإضافة إلى اللعب بنظام الهجوم 7 على 6 في بعض الفترات إذا واجهنا صعوبة في التسجيل. الفاست بريك سيكون سلاحاً مهماً، خاصة أن فرنسا تقوم بتبديلات دفاعية في منتصف الملعب، مما يمنحنا فرصة لاستغلال التحولات السريعة”.
وتحدث كشك عن أهمية الدفاع المصري في مواجهة التصويبات الفرنسية، قائلاً: “دفاع المنتخب المصري يجب أن يكون منظماً للغاية. اللعب بأسلوب ‘follow me’ مع لاعبي الخط الخلفي الفرنسي مثل ديكامام ونديم ريميلي سيكون ضرورياً لمنعهم من التصويب بسهولة. إبراهيم المصري وعلي زين عليهما دور كبير في تضييق المساحات ومنع فرنسا من اختراق الدفاع”.
وأضاف: “حراسة المرمى ستكون لها دور كبير في هذه المباراة. محمد علي قدم أداءً رائعاً في أولمبياد طوكيو أمام فرنسا، وكان له دور كبير في تصدي العديد من الكرات الخطيرة. أتمنى أن يكون في أفضل حالاته، لأن حارس المرمى هو نصف الفريق في مباريات بهذا الحجم”.
وأشار كشك إلى أن البداية القوية ستكون مفتاح المباراة، قائلاً:”من الضروري أن نبدأ المباراة بقوة وتركيز كبيرين. إذا تمكنا من البقاء قريبين من فرنسا في النتيجة خلال أول 15 دقيقة، ستزداد فرصنا في تحقيق الفوز. البداية الضعيفة ستعطي فرنسا الفرصة للسيطرة على المباراة، وسيكون من الصعب العودة بعد ذلك”.
وختم كشك حديثه قائلاً: “المنتخب المصري لديه فرصة حقيقية لتحقيق إنجاز تاريخي إذا لعب بتركيز واستغل نقاط ضعف المنتخب الفرنسي. هذه المباراة ليست مستحيلة، واللاعبون المصريون لديهم الإمكانيات لتقديم مباراة كبيرة. أتمنى لهم كل التوفيق، وأتمنى أن نرى مصر في نصف النهائي لأول مرة منذ 2001، فهذا الإنجاز سيعزز مكانة كرة اليد المصرية عالمياً”.
