تأهل تاريخي لنصف النهائي للبحارة البرتغاليين على حساب ألمانيا

حقق المنتخب البرتغالي إنجازًا غير مسبوق في تاريخ كرة اليد بعد تأهله لأول مرة إلى نصف نهائي بطولة العالم للرجال لكرة اليد، وذلك عقب فوزه المثير على ألمانيا بنتيجة 31:30 في مباراة دراماتيكية امتدت إلى الوقت الإضافي، ضمن منافسات ربع نهائي بطولة العالم لكرة اليد 2025، المقامة في كرواتيا/الدنمارك/النرويج.
دخل المنتخب البرتغالي اللقاء بمعنويات مرتفعة بعدما قدم أداءً مميزًا في دور المجموعات، متصدرًا مجموعته دون خسارة، كما تمكن من إقصاء خصوم أقوياء في الأدوار السابقة. تحت قيادة المدرب باولو بيريرا، أثبت الفريق أنه قادر على مقارعة الكبار، وكانت مواجهة ألمانيا بمثابة الاختبار الأصعب له في البطولة حتى الآن.
في المقابل، كانت ألمانيا، وصيفة أولمبياد باريس 2024، مرشحة فوق العادة للوصول إلى نصف النهائي، بقيادة مدربها المخضرم ألفريد جيسلاسون، الذي يعتمد على خبرة لاعبيه، خاصة الحارس المتألق أندرياس وولف والنجم يوليان كوستر.
بدأت البرتغال المباراة بقوة وفرضت أسلوبها على المنتخب الألماني منذ اللحظات الأولى، معتمدة على دفاع قوي بقيادة لويس فرادي، وهجوم متوازن يقوده الأخوان فرانسيسكو ومارتيم كوستا. على الرغم من الفرص العديدة التي حصلت عليها ألمانيا، إلا أن تألق حارس البرتغال حال دون تسجيلهم، بينما تمكنت البرتغال من التقدم بفارق مريح 13:9 مع نهاية الشوط الأول.
تميز أداء البرتغال في الشوط الأول بالانضباط التكتيكي والتركيز الدفاعي، حيث نجحوا في إجبار ألمانيا على ارتكاب ثمانية فقدان للكرة، بالإضافة إلى إجبارهم على نسبة تسديد ضعيفة بلغت 50% فقط. ورغم محاولات المدرب الألماني تعديل الأوضاع بإشراك يوري كنور، الذي غاب عن المباريات السابقة بسبب المرض، إلا أن البرتغال ظلت متقدمة بفارق أربعة أهداف حتى نهاية الشوط.
مع انطلاق الشوط الثاني، بدأت ألمانيا في العودة تدريجيًا إلى أجواء اللقاء، مستفيدة من طرد لاعب البرتغال لويس فرادي بعد تدخله العنيف ضد رينارس أوسكينز. أدى هذا إلى زعزعة استقرار الدفاع البرتغالي، مما سمح للألمان بتسجيل سلسلة من الأهداف المتتالية، ليقلصوا الفارق ثم يتقدموا لأول مرة في الدقيقة 47 بنتيجة 20:18، بعد سلسلة من الأهداف 6:1.
هنا تألق الحارس الألماني أندرياس وولف، الذي قدم واحدة من أفضل مبارياته، حيث تصدى لـ18 كرة في الوقت الأصلي، بنسبة إنقاذ بلغت 42%، ليحافظ على تقدم فريقه ويمنحه الثقة في الدقائق الأخيرة.
مع اقتراب المباراة من نهايتها، استعادت البرتغال توازنها وبدأت في مجاراة الإيقاع الألماني، وسط تألق ملحوظ للأخوين كوستا. تمكن الفريق من تعديل النتيجة 26:26 في الثواني الأخيرة، بينما فشلت ألمانيا في تسجيل هدف الفوز في الهجمة الأخيرة، لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل ويمتد اللقاء إلى الوقت الإضافي.
شهدت الأشواط الإضافية قمة الإثارة، حيث تواصل الصراع بين الأخوين كوستا والحارس الألماني وولف. رغم استمرار تألق الأخير بتصديات مذهلة، فإن البرتغال نجحت في اختراق دفاع ألمانيا في اللحظات الحاسمة.
في الدقيقة الأخيرة، كان الجميع يستعد لركلات الترجيح، لكن البرتغال كان لها رأي آخر. قبل ثلاث ثوانٍ فقط من صافرة النهاية، سجل مارتيم كوستا هدف الفوز الحاسم، ليقود منتخب بلاده إلى نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخه، وسط احتفالات هستيرية من الجماهير البرتغالية.