مقالات رأي

حسين البراهيم يكتب “أسأل لاعبًا ولا تسأل صحفيًا!”

 

في أجواء الملعب وظروف المباريات ومعرفة ملاعب المدن المؤثرة على اللاعبين، لا تسأل عنها صحفيًا، الذي همه نقل الأحداث كتابيًا، ولا إعلاميًا مذيعًا أو مقدمًا أو ناقدًا أو أيًّا كانت صفته. لذلك، من نسأل عن داخل المباريات ودهاليزها؟ أكيد لا تسأل إلا أصحاب التجارب والخبرات، أقصد بها اللاعبين.

 

لفت نظري كلام الحارس الأسطوري محمد الدعيع في برنامج “دورينا غير” المختص بالأمور الفنية والتكتيكية، عندما عاتبه أحد المتابعين على تبرير أجواء الملاعب، وكان يقصد بها ملعب أبها بالمحالة وملاعب الشرقية في فترة الصيف. كل هذا أتى بعد مباراة ضمك والهلال، التي تعادل فيها الفريقان بهدفين لمثلهما. وقد ردَّ حينها مباشرة على المشجع بتبرير مقنع في الحقيقة، وقال: “أنا لاعب في الملاعب وأعرف هذه الأمور جيدًا”، وأردف قائلًا: “أنا لست إعلاميًا ينقل الأخبار من مكانه الخاص أو صحفيًا ينقل الأحداث ويكتبها من المدرجات”.

 

ومن كلام الدعيع عن أجواء الملعب وتأثيرها على اللاعبين، تذكرت مقولة لمعلق كبير معتزل يُدعى ناصر الأحمد، كان يقول عبارة لا تزال تدوي في ذاكرة الرياضيين، وهي: “الذي خارج الملعب يقول: الميدان وسيع!”

 

هناك شيء قد يغفل عنه المتلقي، وهو الفرق بين المحلل الفني، الذي يُفند لك تحركات اللاعبين وأدوارهم في الملعب، وتكتيك وأسلوب وأفكار المدربين، وبين الناقد الرياضي، الذي يصف لك الأحداث حسب قراءاته الشخصية ووجهة نظره الخاصة.

 

وأنا هنا سأضرب لكم مثالًا عن لاعبين يتفق عليهم المحللون ويُثنون على مستوياتهم ويشيدون بدورهم في الملعب، وفي المقابل يختلف عليهم النقاد الصحفيون وينتقدونهم بشدة، لدرجة تصل إلى الكلام الجارح عنهم. طبعًا أقصد بها لاعب الاتحاد الجزائري حسام عوار، ولاعب الهلال ومنتخبنا الوطني عبدالله الحمدان. وأنا شخصيًا سمعت الكثير عنهما من الناحية التحليلية والنقدية، وعرفت حينها الفرق بين هذا وذاك.

 

ختامًا

في الغالب، الناقد يعجبه اللاعب المهاري الملفت للأنظار، الذي يستعرض في الملعب، ولكن المحلل يُخبرك عن الأدوار الخفية للاعبين بدقة متناهية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com