احتفال بديع لأهالي شعب علي وسوق الليل والقشاشية بمكة
تزامن مع الفرحة بيوم التأسيس وشهد مفاجأة خاصة

الكأس – عبدالله سلمان
هم أهل أكرم بقاع الأرض مكة.. وهم سكان (شِعْب النبي) اصطلاحًا أو (شِعْب بني هاشم) كما كان قبل الإسلام وفي صدر الإسلام، و(شِعْب علي) كما يُطلق عليه حاليًا، وهم من حلّوا في (رِباع بني هاشم وبني المطلب) في القشاشية وسوق الليل، حيث درج الرسول ﷺ في سعيه وممشاه من صغره وحتى هاجر ﷺ، وبعد زواجه من أم المؤمنين خديجة، كانت خطواته المباركة يغدو بها بين بيته ورِباع قومه في الشِّعْب الذي حوصر فيه…”
بهذه العبارة تلخصت الكلمات التي قالها رجال أفاضل من أبناء مكة البررة من سكان الأحياء الثلاثة في صدر قِسْم مكة الأعلى، في حفل أهالي شعب علي وسوق الليل والقشاشية الخامس، الذي نُظِّم مساء يوم الجمعة، منتصف شهر شعبان ١٤٤٦هـ، في قاعة (بدر – أم الجود) بمكة المكرمة، وتزامن مع احتفالات المملكة بيوم التأسيس.
الحفل الجميل ازدان بهجةً وألقًا بحضور عدد كبير من سكان الأحياء الثلاثة والجيران القدامى، الذين انتشروا في أحياء مكة بعد زوال تلك الأحياء الثلاثة لتوسعة الحرم المكي ومد ساحاته، ولم يكن الابتعاد منذ سنوات طويلة عائقًا دون تلاقي، فكان الحفل في عامه الخامس أكثر بهجة وأوسع (لمّة)، رغم أن الظروف الصحية وغيرها غيّبت بعض الإخوة، كتب الله لهم الشفاء العاجل التام.
كانت المناسبة فرصة جميلة لتبادل الذكريات بين جيران الأمس، الإخوة والأصدقاء الدائمين، وتخلل الحفل عدد من الفقرات المتنوعة التي روّحت عن النفوس، ونفّست عن الخواطر، وقرّبت القلوب أكثر، وتم الترتيب لها بدقة وعناية، تشكر عليها اللجنة المنظمة، التي توالت اجتماعاتها لوضع أدق التفاصيل للخروج بحفل مميّز هذا العام، مستفيدةً من تراكم خبرات السنوات الماضية.
قدّم الحفل ببراعة فذّة العميد محمد عبدالله منشاوي، وشملت فقراته:
السلام الملكي
تلاوة القرآن الكريم بصوت المقرئ إبراهيم فطاني
كلمة الأهالي قدمها الدكتور سامي برهمين
مشاركة صوت الحجاز الجسيس المكي السيد معتوق يماني والجسيس الشاب أسامة البار
مفاجأة حفل هذا العام كانت عملًا غنائيًا بديع الكلمات واللحن (خاصًا بالأحياء الثلاثة)، من كلمات الشاعر الملهم صديق سندي، وألحان الموهوب عثمان رماني، وأداء المميّز بصوته العذب حسن كراوه، وفكرة وإعداد الرائع الأستاذ مكي زاهد الصواف. قُدِم العمل ضمن فقرات الحفل ونال إعجاب الحضور بشدة، فتفاعلوا معه كثيرًا، ويقول مطلعه:
“شِعْب علي وسوق الليل والقشاشية… سلام سلام يا أفندية فخر العقول السوية.. سلامين مني هدية لأهل العزوم القوية…..”
وكان ختامه بديع المعنى:
“يا رب تحمي وطنا بلد السعودي السعودية .. والختم صلِّ على محمد نبينا سيد البرية”
يجمع بين اعتزاز الجميع بالوطن الغالي المملكة، بلد الأمن والأمان، وخاتمته محبوكة الصياغة بالصلاة على النبي المولود في هذه البقعة المباركة من مكة المكرمة حيث الأحياء الثلاثة المتجاورة جدًا.
وخلال الحفل، تم تكريم الأستاذ عبدالقادر مجاهد، لجهوده في تأليف ونشر كتاب
**(أهالي شعب علي وسوق الليل والقشاشية)**، وشارك في التكريم الدكتور سلطان بخاري، رئيس اللجنة المنظمة، وعدد من أعضاء اللجنة المنظمة.
ثم جاء دور مسابقة المرح التي تفاعل معها الحضور، وهي مسابقة “فكر واربح”، أعدّها وقدمها الدكتور جميل شهاوي، وشاركه في التقديم العميد محمد المنشاوي. تم توزيع جوائز قيّمة للفائزين، ودارت المسابقة حول أعمال وكلمات وألعاب تراثية مرتبطة بالأحياء الثلاثة تحديدًا.
وختمت الفقرات بمشاركة جماعية مع فرقة المزمار في اللعبة المكية التراثية المعروفة، حتى حان وقت العشاء، أما ختام الحفل فكان في وقت السمر مع فرقة فنية استمتع معها الحضور حتى ساعات متأخرة من صبيحة السبت.
حضر الحفل بعض ضيوف الشرف من الأحياء الأخرى، وشخصيات اجتماعية معروفة، شاركوا أبناء الأحياء الثلاثة حفلهم البهيج.