أستاذ علم النفس د. فرحان سالم يوجه رسالة إلى أولياء الأمور من خلال صحيفة الكأس

عميد كلية التربية بجامعة حائل سابقا وأستاذ علم النفس الإرشادي المشارك بجامعة الأمير سطام بالخرج د.فرحان بن سالم العنزي نرحب بك في صحيفة الكأس وتحديدا في زاوية (الوجه الآخر مع بادي العتيبي )
حياك الله أخوي بادي وأشكرك على هذه الاستضافة في صحيفة الكأس واهنئك على هذه الفكرة وأتمنى لكم التوفيق والحقيقة أنا سعيد جدا بالحوار معكم
#ونحن أسعد بالحوار معك د. فرحان ونريد أن نعرف ماهي نظرتك تجاه الرياضة؟
الرياضة ليست فقط ممارسة لعبة معينة وإنما لها أبعاد مختلفة تتعدى مرحلة اللعب فهي الصحة ؛ التربية ؛ تحقيق الذات ؛ الانتماء ؛ التنافس الشريف ؛ تهذيب للنفس ؛ ….
#هل تعني بأن المجتمع لم يفهم المعنى الصحيح للرياضة؟
قد يكون ذلك؛ ولكن ما الاحظه في الاغلب هو متابعة للرياضة فقط دون ممارسة تذكر من اغلب المتابعين.
#وهل أنت ممارس للرياضة وماهي الرياضات التي تمارسها؟
نعم انا امارس رياضة المشي ورياضة السباحة واعشق رياضة تنس الطاولة.
#مارأيك في قرار هيئة الرياضة بتحويل بعض الأندية إلى أندية ممارسة وإبقاء البعض كأندية منافسة؟
قرار مهم لأن الأندية في الواقع لم تؤدي دورها كما ينبغي حيث تركز على الجانب الرياضي في العاب معينة وتهمل الجوانب الأخرى وتغفل عن أدوارها الثقافية والاجتماعية ؛ كما انها لا تقدم خدمات للمجتمع ولا تساهم في اكتشاف قدرات الشباب وتنمية مواهبهم وشغل أوقاتهم بما يفيدهم في جوانب الحياة المختلفة ؛ بل اصبح النادي مقفل ابوابه عن افراد المجتمع ومتقوقع على فئة معينة تحقق مكاسب معينة للنادي. اما من يريد أن يمارس ك هاوي او من يريد ان يشغل وقته عبر مايتوفر لدى النادي من إمكانات فللأسف لا يستطيع ذلك.. ولعل مثل هذا القرار يعمل على ايجاد البيئة المناسبة لإحتواء الشباب وتطوير قدراتهم في اطار خدمة المجتمع؛ بعض النظر عن مايحققوه للنادي من مكاسب وبطولات.
#وهل مثل هذه الأشياء هي من مسؤوليات الأندية؟
هذا الذي يفترض أن يكون والدليل شعار كل نادي هو رياضي ثقافي اجتماعي .. كما أن الرياضة للجميع.
#هناك تعصب قبلي ومناطقي ورياضي وإلى آخره.. السؤال ماهو التعريف العلمي للتعصب؟
التعريف العلمي للتعصب هو ميل انفعالي نحو اتجاه او كيان معين وغالبا ما يكون مشحون بانفعالات متطرفه ويفتقد إلى المنطق والدليل.
#ماهو الفرق بين الانتماء التعصب؟
الانتماء تحضر معه العدالة والقيم الراقية والوعي وتقبل النقد من الطرف الآخر ؛ وهو يعني الانتساب الى كيان معين في علاقة ايجابية والتعايش ضمن أطره المختلفة وتقبل ذلك؛ دون العمل على تحقير الكيانات الاخرى؛ وهو الفارق بين الانتماء والتعصب ؛ولا يعني الانتماء عدم النقد الهادف او التطوير ولا شك هو حاجة ومطلب من مطالب النمو السليم.
#نفهم ان التعصب شي مذموم بعكس الانتماء الذي له ابعاد إيجابية؟
التعصب يصنع التطرف والتخلف وكذلك يولد الانعزال والتفرقة وفيه تغيب العدالة واحترام الآخرين و تختفي المنافسة الشريفة وحسن الظن بالآخر؛ لأن المتعصب جاهل لا يريد أن يدرك واقع وحقيقة الأمور لذلك لا يسعى للتطوير او التغيير ويبحث دائما عن سلبيات الاخرين بدلا من الاستفادة من ايجابياتهم.
#ومن المتسبب في ظهور التعصب في رأيك؟
أسباب التعصب كثيرة من أهمها : التنشئة الاجتماعية التي تتمثل في الأسرة وسائل الإعلام وكذلك المدرسة ؛ والعامل المشترك هو التنشئة على جانب وحيد وتهميش الجوانب الاخرى دون التعرض لها؛ وافتقاد تربية الحوار وعدم تقديم التغذية الراجعة في اوجه التعامل المختلفة وغياب الشفافية وعدم الوضوح.
#في المجال الرياضي: من يتحمل المسؤولية في ظهور التعصب لدى المشجع البسيط؟
التعصب هو سمه سلوكيه تظهر حسب اهتمامات الشخص؛ فالذي لديه ميول رياضية يظهر لديه مايسمى بالاستعداد للتعصب الرياضي؛ و عندما توجد مجموعة من العوامل التي تعمل على إذكاء نار التعصب؛ يصبح سلوك ممارس يظهر على أرض الواقع لدى من يوجد لديهم الاستعداد لذلك. ومن اهم تلك العوامل: الإعلام غير المنضبط خصوصا مع كثرة القنوات الفضائية حيث يتم استضافة المتعصبين والتركيز على سلبيات الاندية واثارة حفيظة المتابعين وكذلك الاستخدام السلبي لوسائط التواصل وغياب ادوار الاسرة و الضبط المجتمعي وعدم قيام المؤسسات المسؤولة عن رعاية الشباب بادوارها كما ينبغي من حيث الاحتواء واستكشاف المواهب والتوجيه السليم وشغل اوقات الفراغ بما يحقق الذات الواقعية؛ فتلك امور وبلا شك تعمل على ايجاد شخصية ايجابية متوازنة متسلحة بمهارات العلم والتفكير السليم الذي يتنافى مع التعصب ولا يتفق معه.
#د. فرحان إذا بحثنا عن علاج التعصب أين سنجده في رأيك؟
علاج التعصب يبدأ من مؤسسات التربية ومن اهمها المدرسة والأسرة: من خلال اكتشاف المواهب وتنميتها وتوجيهها التوجيه الصحيح.. ونبذ الأساليب الخاطئة في التربية كالقسوة والعنف وتشجيع التعلم الذاتي وتعليم التفكير المنطقي وايجاد وبناء الشخصية الايجابية ودعم نقاط القوة فيها وتقديم نماذج واقعية في الحياة واتاحة فرصة الحوار وتقديم التغذية الراجعة حولها. كما أن على المجتمع ان يعمل على بناء القدوة السليمة و كذلك الأندية لابد ان تمارس أدوارها في خدمة المجتمع وتسخير كافة امكانتها للجميع والبعد عن الانغلاق والتقوقع على الذات كما يجب تفعيل الانظمة في محاربة التعصب وكل ما يدعو إليه بشكل مباشر أوغير مباشر عبر وسائل الاعلام المختلفة.. كذلك تفعيل البرامج الإرشادية على مستوى الوقاية والانماء والعلاج وتضمينها محتويات نوعيه في ابراز الايجابيات لدى الأندية ومنتسبيها والعمل على معالحة السلبيات بالاستفادة من الخبرات المختلفة..
#د. فرحان كلمة تريد أن توجهها لمن تريد لك المساحة الكافية؟
إلى أولياء الأمور والى الإعلاميون والمربون .. انتم قدوة للشباب في سلوكياتكم وتعاملاتكم ولنعمل معا على تحقيق مبدأ أن الجميع في خدمة الجميع ولا للتعصب والانغلاق على الذات فلدى الجميع مايجتاح اليه الآخر وقد خلقنا الله مختلفين لهدف التعارف وليس التباغض ” يا أيها الناس انا خلقناقكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا..”
إلى مسؤولي الاندية : ليكن افراد المجتمع ممارسين للرياضة وليس فقط متابعين لها وابذلوا كافة جهودكم لتحقيق هذه الغاية.. لأن ذلك سيحقق الروح الرياضية الحقة وسينقلهم من دائرة التعصب المغلقة الى دائرة الانتماء الاوسع والاشمل.
“كلمة أخيرة ”
انا سعيد بالحوار معكم في صحيفة الكأس التي بادرت بمثل هذه الخطوة المتميزة في محاربة التعصب. وأرجو لكم التوفيق في أداء رسالتكم الإعلامية السامية.
“أستاذ علم النفس الإرشادي بجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز بالخرج د. فرحان سالم العنزي نشكر تجاوبك معنا ومشاركتك لنا في حملة محاربة التعصب الرياضي في هذا الحوار الشيق ونتمنى لك المزيد من التقدم والنجاح”
الشكر موصول لكم وبالتوفيق للجميع وبحفظ الله