يحيى العمودي يكتب “قمة القمم .. كلاسيكو السعودية”

تاريخياً، لطالما حملت مباريات الاتحاد بالهلال العديد من الإثارة داخل وخارج المستطيل الأخضر، قبل وأثناء وبعد المباراة. الحديث عنها يكون قبل موعدها بأيام، والنقاش بعدها لا ينتهي الجدل فيه لأيام وشهور، بل ولسنوات طوال وقد يكون الدهر كله.
اليوم ونحن في عام 1446 | 2025، لا يمكن لأي متابع دقيق ومهتم بكرة القدم السعودية أن ينسى ما حدث قبل 17 عاماً في مباراة (شعرة ياسر) وكيف أضاع الاتحاد دوري كان بين يديه 8 أشهر ثم فقده في 45 دقيقة فقط. ليس هذا فحسب، بل ما حدث قبل 23 عاماً، ما زال صداه يحكي لحظاته لمن حوله حتى اليوم وكأن (النزهان) ما زال لاعباً في الملاعب. ذكريات عديدة لا ينساها جمهور الفريقين، من السبعينات الميلادية حتى اليوم، تجزم بأن كل مباريات الكرة السعودية في كفة، ولقاء العميد بالزعيم في كفة أخرى، جماهيرياً وإعلامياً وفنياً وبصدى عالمي لا يمكن حجبه بغربال، حتى حين كان الهلال في أوج قوته وهيمنته وهو يفرض الفوز تلو الفوز على الاتحاد في السنة الماضية والاتحاد ساقط في بحر من المشاكل والمتاعب، كان هناك من الهلاليين أنفسهم من يرى بأن المباراة القادمة بينهما لا يمكن الجزم بنتيجتها، خصوصاً من عاش ذاك الزمن الذي أخرج فيه الاتحاد الهلال من كأس الملك بثلة من المواهب الناشئة وهو حامل اللقب وبطل الدوري أيضاً.
حسنٌ ما قامت به لجنة المسابقات بوضع قمة القمم في أحد أجمل أيام الوطن، يوم التأسيس الخالد لوطننا الغالي، يوم جُمعت فيه العظمة بالإصرار، وعبدالعزيز برجاله الأحرار، وأرض تعطرت ترابها بالعرار، فأهلاً بمتعة منتظرة بين الزعيم وعميد الديار.
أضواء متفرقة:
تراشقات جماهيرية وإعلامية ملأت أركان منصة (X) بين جمهوري الفريقين، نأمل أن تقف عند حدها وألا نرى صداها في المدرجات، فضبط النفس والتحلي بالروح الرياضية مطلب مهم والكرة فوز وخسارة.
التحكيم وغرفة تقنية الفيديو (VAR) عليهم حِمل كبير ومسؤولية جسيمة لإخراج المباراة إلى شط الأمان، فالمباراة من نوعية لقاءات برشلونة ومدريد، أرسنال ومانشستر يونايتد، ليفربول والسيتي.
من أول خطأ تحكيمي يرى الهلاليون تضررهم منه هذا الموسم، مباشرة قاموا باعتلاء المنبر والخطابة ببيان شديد اللهجة، من بعد ما كانوا يتفاخرون بأنهم النادي الذي لا يهتم بالبيانات، في تصعيد مستغرب، لا أعلم ما المبرر والداعي خلفه! هل هي خطوة استباقية لعدم تكرار ذلك، أم هي لإلهاء الخصم القادم (الاتحاد) بالتحكيم وجره للتركيز على ما هو خارج الملعب؟ أم أن لدخول (الجار اللدود) النصر بقوة، خصوصاً من بعد سوق (الانتقالات الشتوية) دور خفي في ذلك وأن هناك من وراء الأكمة ما وراءها؟ لننتظر ونشاهد.