ليست مجاملة، ولا تطبيلًا، ولا تحيّزًا، بل هي الحقيقة التي فرضت نفسها رغم أنف كل الظروف.
كرة السلة في آسيا “ضناها الشوق”، وهي تنتظر عودة سلة الاتحاد إلى برّها وبحرها.
تمنّعت كثيرًا على الهلال والنصر والأهلي، ولم تبتسم لهم ولو “ساعة رضا”، رغم كل ما قدموه من مال وتضحيات وجهود فنية مضنية.
لكنها فتحت ذراعيها للاتحاد، رغم كل التخبطات والضياع الذي أظهره طوال مشاركته منذ الجولة الثانية من المجموعات.
لكن، لأن لآسيا ذكريات حنين سابقة مع بطلها السعودي الأوحد، فكان لا بد من إعادة لتاريخ مضى، واسترداد لإنجاز من ذهب، وإن طال الدهر.
فآسيا شعرت بالغيرة، وهي ترى الاتحاد يعود لمنصات الدوري بعد غياب ثماني سنوات، ويتغنى بذهب البطولة (51)،
فأرادت أن تُري الاتحاد من نفسها خيرًا، وقدم لها الاتحاد ما أرادت، هو وجماهيره التي كان لها أجمل، وأقوى، وأفخم كلمة سُمعت في القارة بأكملها.
تأهل مستحق لنهائي سوبر غرب آسيا عن منطقة الخليج، وبالتالي ضمان مشاركته ضمن بطولة غرب آسيا الكبرى لأول مرة في تاريخ مشاركات جميع الفرق السعودية.
فهنيئًا لآسيا باتحادها، وهنيئًا لنا بالعميد، وأهل السلة أدرى بشعابها.
—
أضواء متفرقة:
رغم التأهل، إلا أن الفرق السعودية كاملة ما زالت بعيدة كل البعد فنيًّا عن باقي فرق الخليج والأردن ولبنان وشرق آسيا.
وما يتم ضخه من أموال في اللعبة هناك أبعد بكثير مما يتم صرفه بين أنديتنا.
اليوم وضعنا بصمتنا كسعوديين بالروح القتالية المعروفة عن الاتحاد،
لكننا بحاجة ماسّة لعمل أكبر، وضخ مالي أكبر، إذا ما أردنا تحقيق لقب آسيوي كبير على أقل تقدير،
وإذا ما أردنا الهيمنة على عرش آسيا لسنوات قادمة.
نقطة من أرض اليابان بلا أدنى مستوى، وفي هذا الظرف الحرج تحديدًا، هي أفضل ألف مرة من “مستوى مشرّف ومبدع” بدون أي نقطة.
ظروف التأهل وحتمية الوضع هي من فرضت منطقيتها.
فالمنتخب بحاجة لأي نقطة من أرض لم يسبق لنا الحصول على أي نقطة منها.
فسحقًا للمستوى الذي سيأتي من اليابان بلا نقاط ويُبعدني عن التأهل،
وأهلًا به في اللقاءين القادمين بشرط إحضار النقاط الست كاملة من المنامة والرياض.
عيدنا هذا العام متزين بحلوى كرة القدم السعودية.
فمع إطلالة العيد، سنستمتع بنصف نهائي أغلى بطولات الموسم،
ومن ثم، في خامس وسادس العيد (أو حسب رؤية الهلال)، ستكون سهرتنا برعاية أقوى ديربيات المملكة:
الهلال والنصر، الأهلي والاتحاد، القادسية والاتفاق.
