انفجار نصراوي في المملكة أرينا.. العالمي يُسقط الزعيم بثلاثية في عقر داره ويكسر عقدة دامت سنوات

الكأس – حسن آل قريش

كتب النصر فصلًا جديدًا من تاريخ الديربي الأكبر، وأسدل الستار على واحدة من أعقد فصول ديربي العاصمة، بعدما تغلب على الهلال بنتيجة 3-1، في قلب المملكة أرينا، وبين أكثر من 25 ألف متفرج، في الجولة 26 من دوري روشن السعودي.

ليلة لا تُنسى للنصراويين، ليس فقط لكسر العقدة، بل لأنها جاءت على ملعب الهلال الجديد في أول ديربي عليه بالدوري، وبتوقيع نجمهم الأول الأسطورة كريستيانو رونالدو، الذي قدّم مباراة للتاريخ.

*عودة نصراوية بعد طول غياب*

منذ ديسمبر 2021، لم يعرف النصر طعم الانتصار على الهلال في الدوري. ست مواجهات متتالية من التعادلات والهزائم، بعضها كان قاسيًا، وبعضها مرّ بمذاق الفرص الضائعة، حتى جاءت ليلة الرابع من أبريل لتكون نقطة التحول، حيث قدّم النصر أداءً متوازنًا بين الصلابة الدفاعية والفعالية الهجومية بقيادة المخضرم بيولي، فيما ظهر الهلال مفتقدًا للتركيز، وعاجزًا عن مجاراة رغبة “العالمي” في إنهاء السلسلة السلبية.

*شوط أول..سيطرة نصراوية*

بدأ الهلال بضغط هجومي في أول الدقائق، وكاد أن يتقدّم مبكرًا عن طريق تسديدة مالكوم، لكن الحارس البرازيلي ماثيوس بينتو كان في الموعد. تبعها ضغط آخر من سافيتش، لكن الدفاع النصراوي كان متماسكًا، ونجح في امتصاص اندفاعة الهلال.

على الجانب الآخر، أظهر النصر خطورته عبر تحركات ساديو ماني ودوران، حيث أضاع الكولومبي فرصة مؤكدة بعد تمريرة حريرية من الغنام، في وقت واصل فيه رونالدو صناعة الخطورة، رغم تعرّضه لإصابة خفيفة في الدقيقة العاشرة، سرعان ما تجاوزها وأكمل اللقاء بثبات.

وفي الوقت المحتسب بدل الضائع من الشوط الأول، مرر بروزوفيتش كرة بينية متقنة لعلي الحسن، الذي أطلق تسديدة قوية اخترقت شباك بونو، معلنًا الهدف الأول وسط صدمة جماهير الهلال التي لم تتوقع هذا السيناريو.

*دقيقتان كانتا كفيلة بتغيير كل شيء*

مع انطلاقة الشوط الثاني، دخل النصر بوجه مغاير. تمريرات سريعة، ثقة عالية، ورغبة واضحة في الحسم. في الدقيقة 47، مرر ماني عرضية أرضية من الجهة اليسرى، تابعها كريستيانو رونالدو ببراعة، ووضعها في المرمى، مضاعفًا النتيجة ومعها الألم الهلالي.

الهلال حاول العودة باللقاء، ونجح علي البليهي في تقليص الفارق برأسية متقنة بعد تمريرة من سافيتش، لكن ذلك لم يكن كافيًا، إذ واصل النصر فرض سيطرته، ووصل إلى المرمى أكثر من مرة، أبرزها تصويبة الحسن التي ردها القائم.

*الأسطورة يُنهي كل شيء*

قبل دقائق من النهاية، حصل النصر على ركلة جزاء بعد مجهود فردي في العمق، انبرى لها الدون وسددها بقوة في شباك بونو، موقعًا على هدفه الثاني في المباراة، والثالث للنصر، ليغلق صفحة العقدة الزرقاء ويُشعل فرحة مدرج العالمي.

بهذا الفوز، رفع النصر رصيده إلى 54 نقطة، ليقلّص الفارق مع الهلال إلى ثلاث نقاط فقط، ويُشعل الصراع على الوصافة وربما أكثر، فيما تجمّد رصيد الهلال عند 57 نقطة، وسط حالة من الغضب الجماهيري في مدرج الزعيم.

جماهير النصر في المملكة أرينا احتفلت بفرحة مضاعفة: أولًا، لانتصار ثمين من الناحية الحسابية؛ وثانيًا، لأنه جاء في ملعب الهلال الجديد، الذي تحوّل في ليلة الأمس إلى ساحة نصراوية خالصة.