مقالات رأي

منير أبو بشيت يكتب:”الأغنية القديمة بدأت العودة وتتصدر”

 

 

خلال السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل كبير ظاهرة عودة الأغاني القديمة، تلك التي تألقت في الستينيات وحتى منتصف التسعينيات، وكان لها صولات وجولات في سماء الفن. واليوم، يعيد الفنانون والفنانات الشباب من السعودية ومختلف الدول العربية إحياء هذه الأغاني من خلال الحفلات، الجلسات، وحتى الأعراس، ونجحوا في تقديمها بأسلوب جديد ومحبّب.

 

هذا النجاح لا يأتي من فراغ، فبساطة الكلمة وجمال اللحن هما عاملان أساسيان في عودة هذه الأعمال إلى الواجهة. بينما نلاحظ أن الأغاني الجديدة تعاني – في كثير منها – من التكرار سواء في اللحن أو الفكرة، فضلًا عن قلة الكلمة القوية، حيث بات عدد الشعراء المميزين يُعد على أصابع اليد.

 

قد يتفق البعض مع هذا الرأي وقد يختلف، وهذا أمر طبيعي، فالفن دائمًا محل ذوق واختلاف. ولا شك أن هناك أغانٍ حديثة جميلة وناجحة. ولكن عودة الأغاني القديمة باتت ظاهرة واضحة، حيث يرددها الكثيرون دون أن يدرك بعضهم أنها من زمن مضى، خاصة الجيل الجديد الذي لم يعاصر تلك الحقبة، لكنه يتفاعل معها بقوة حين يغنيها فنان معروف.

 

ويكفي أن نرى حجم البحث عن هذه الأغاني على اليوتيوب أو غيره من منصات العرض، لنفهم مدى تأثيرها. حتى أن بعض القنوات التلفزيونية بدأت بإنشاء منصات فرعية متخصصة في عرض الأغاني، الأفلام، والبرامج القديمة.

 

وقد طالب البعض بمنح الحقوق المادية لأصحاب هذه الأغاني، وهو طلب مشروع بكل تأكيد، لكني أرى أن إعادة بث هذه الأعمال تمثل أيضًا تقديرًا واحتفاءً بهم، وذكرى جميلة تُفرح عائلاتهم. أكبر دليل على ذلك، ما قامت به هيئة الترفيه من تنظيم ليالٍ غنائية حملت أسماء فنانين كبار، منهم من رحل، ومنهم من لا يزال بيننا أطال الله أعمارهم. وقد أعادت تلك الليالي أجواء الزمن الجميل وشهدت تفاعلًا لافتًا من الحضور.

وكما يُقال: “قديمك نديمك، ولو الجديد أغناك.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com