حسن آل قريش يكتب:”تسع سنوات من العزم.. رؤية 2030 ومنجزات وطنٍ لا يعرف المستحيل”

في عام 2016، أطلقت المملكة العربية السعودية رؤيتها الطموحة “رؤية 2030″، واضعةً نصب أعينها مستقبلًا واعدًا، تقوده إلى مصاف الدول المتقدمة، وتنقل اقتصادها ومجتمعها إلى آفاق جديدة من التقدم والتنمية المستدامة. واليوم، ونحن نطوي الصفحة التاسعة من عمر هذه الرؤية، نقف بفخر أمام ما تحقق، ونستشرف الأجمل فيما تبقّى.
تسع سنوات مضت كانت حافلة بالتغيير الإيجابي والتحوّل العميق في مختلف القطاعات. على الصعيد الاقتصادي، شهدنا تنوعًا ملحوظًا في مصادر الدخل، حيث ارتفعت مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي، بفضل دعم الاستثمار، وتعزيز السياحة، وتطوير الصناعة والتقنية. كما تم إطلاق مشاريع ضخمة مثل “نيوم”، و”البحر الأحمر”، و”القدية”، التي لا تمثل فقط مشاريع تنموية، بل تعكس طموح المملكة في الريادة العالمية.
أما في الجانب الاجتماعي، فقد حفلت هذه السنوات بتمكين حقيقي للمواطن، وبالأخص المرأة السعودية، التي أصبحت شريكة فاعلة في التنمية، تتولى المناصب القيادية وتشارك في مختلف مجالات الحياة العامة. كذلك، شهدنا تطورًا كبيرًا في جودة الحياة، من خلال مشاريع الإسكان، وتطوير المدن، ودعم الرياضة والثقافة والترفيه، ما جعل المواطن يعيش حياة أكثر ازدهارًا ورفاهية.
ولم تكن التكنولوجيا غائبة عن مسار الرؤية، فقد شهدنا تقدمًا نوعيًا في التحول الرقمي والخدمات الحكومية الذكية، حتى أصبحت المملكة نموذجًا يحتذى به في المنطقة في مجال الرقمنة، وأثبتت مرونتها وقدرتها على مواجهة التحديات، كما حصل أثناء جائحة كورونا.
رؤية 2030 ليست مجرد خطة تنموية، بل هي مشروع وطني جامع، غرس بذوره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ويقوده بحكمة وعزم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. هي رؤية تسابق الزمن، وتؤمن أن المواطن هو الثروة الحقيقية، وأن الاستثمار فيه هو مفتاح المستقبل.
تسع سنوات مضت، والغُرُوس أينعت، والثمار بدأت تُقطف، وما تحقق يبث فينا التفاؤل والإيمان بأن القادم أعظم، وأن المملكة ماضية بعزم لا يلين نحو مستقبل يليق بها وبشعبها الكريم.
نسأل الله أن يحفظ مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وأن يديم على وطننا نعمة الأمن والازدهار، ويكتب لنا مستقبلاً يليق بطموح هذه الأرض المباركة.