حسن آل قريش يكتب:”الصفا.. حين يصبح الحلم لعنة تتكرر منذ 30 عامًا”

من صفوى، المدينة التي لا تتوقف عن تنفس الرياضة، وتعيش كرة اليد وكأنها جزء من هويتها، نكتب اليوم بوجعٍ لا يمكن إخفاؤه. الصفا، النادي الذي تربيت فيه وعشت أحلى أيامي، كان قريبًا بالأمس من منصات التتويج، لكن الفريق الصفواني خسر مرة أخرى فرصة ذهبية لتحقيق لقب الدوري السعودي لكرة اليد، بعد هزيمة قاسية أمام الخليج بنتيجة 26-19، في مباراة كانت بمثابة نهائي مصيري.
ثلاث نهائيات سابقة خسرها الصفا أمام الخليج، وواحدة ضد الوحدة، والآن تضاف مباراة تحديد بطل الدوري إلى قائمة الإخفاقات التي باتت تؤرق كل محب لهذا الكيان. 30 عامًا والصفا يبحث عن بطولة، عن فرحة غائبة، عن لحظة تاريخية تنهي هذا المسلسل الطويل من الحسرات، لكن يبدو أن النهاية السعيدة ما زالت بعيدة.
ما حدث بالأمس لم يكن مجرد خسارة مباراة، بل تجدد مشهد أصبح مألوفًا: أداء باهت في اللحظات المفصلية، تراجع ذهني في الشوط الثاني، وضياع للفرص السهلة.
المحترفون، الذين جُلبوا لصناعة الفارق، خذلوا الفريق مرة أخرى. إلياس الزمال لم يقدم ما يرجوه منه الجمهور الصفواني، خذل الجميع بمستواه، يوسف معرف أيضًا لم يكن في حالته، ربما اجتهد بلال حمام بعض الشيء لكنه لم يجد التعاون الكافي، الأجانب عموما لم يكونوا في الموعد، وبدلاً من مساهمتهم في رفع مستوى الفريق، زادوا من ارتباكه داخل الملعب.
المدرب بن ثاير أيضًا يتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية، بعدما فشل في إدارة المباراة فنيًا وتكتيكيًا، وترك الفريق يتراجع دون تدخل فعّال.
من حق جماهير صفوى أن تحزن، وأن تسأل بمرارة: لماذا نصل دومًا إلى الباب، ثم نعجز عن فتحه؟ متى يكسر الصفا هذه الدائرة المفرغة من الإحباطات؟ الخليج استحق التتويج، لكن الصفا لم يستحق هذه النهاية القاسية.
ربما تكون الخسارة درسًا جديدًا، ولكن إلى متى نظل نتعلم يا صفوانية؟، إلى متى سيظل الفريق مفتقدًا لشخصية البطل والإيمان بقدراته رغم توافر كل الإمكانيات والمقومات؟