حسين البراهيم يكتب:”أحوال الهلال المتقلبة”

الهلال الذي كان وحيداً فريداً يغرد خارج السرب في كل شيء الموسم الماضي،وطبيعي نتاج نجاحهم أنهم يستقرون على ما كانوا عليه،ولكن الذي لم يحسب حسابه الهلاليون هو تحسن غالبية الفرق واستفادوا من أخطاءهم الكارثية،ومع تأثير التغييرات هذا الموسم أصبحوا ينافسوه وبقوة وبل تفوقوا عليه بالنتائج.
هذه حالة طبيعية في عالم كرة القدم أن ترى فريق يمر بحالة فنية فريدة من نوعها،مثلاً نادر ما يتعرض لخسارة لظروف وأسباب ليس له ذنب بسوء وتردي الفرق الأخرى،ولكن ثق تماماً أن دوام الحال من المحال.
وأنا أجزم أن علة كل فريق تكمن من داخله،وهذا بكل تأكيد يؤثر على المظهر العام،كحال المريض الذي يمر بوعكة ويرونه الناس بوجه شاحب ومنتكس صحياً.
مهما كثرة تذرعات الفشل لدى الفرق،تبقى في قناعتي الشخصية أن العمل والتخطيط الجيد هما اللذان يصنعان الفارق،وتلاقي أثرهما الإيجابية على النتائج.
والتغيير يكن مطلباً للتحسن إلى الأفضل،والاستقرار جميل في وقته وحين،وهذا ما حدث مع الفرق الأخرى أنها غيرت الكثير من أوضاعها الفنية واختارت عناصر مناسبة ومؤثرة وعلى حسب حاجة المركز دون زيادة أو نقصان،والنتيجة النهائية المنافسة أصبحت متقاربة،والنتائج غير متنبأ لها،غير العام الماضي الهلال عندما يقابل منافسيه نعلم أنه سوف يكسب في المستوى والنتيجة دون تحريك أي ساكن من الفرق.
لا ألوم الهلاليين على صدماتهم في الكثير من المباريات التي كلفتهم الخروج من بطولتي كأس الملك والنخبة الآسيوية،والدوري لا يزال على سباق المنافسة كونه وصيفاً ومع تبقي خمس جولات،ولذلك لن أسبق الأحداث وأقول خسره والدوري واقعياً لم يحسم إلى الآن.
لماذا لا ألوم الهلاليون على صدماتهم؟ لأنهم كانوا في عز قوتهم التي جعلتهم يفوزون بدوري العام الماضي بلا هزيمة وبأرقام قياسية دخلت موسوعة غينيس العالمية،ويأتي كم فريق بعدما تصاعدت مستوياتهم تدريجياً وأصبحوا ينافسوه الند للند واستطاعوا أيضاً أن يغلبوه في كم مباراة تنافسية،وهذا ما سبب في حالة الحزن الشديدة وعدم الرضا التام عن الوضع العام للفريق الهلالي.
ختاماً:الحالات الاستثنائية واردة في عالم الكرة،ولكن من الصعوبة لهذه الحالة أنها تستمر لفترات أطول من فترتها القصيرة.