تركي الحربي يكتب:”الياباني يغتال الحلم الأصفر!”

النصر يسابق الزمن
الكل يندفع للهجوم،
الكرة تتدحرج بين الأقدام
على غير هدى!!
تركض في كل اتجاه
إلا باتجاه المرمى.
الياباني (أكيهيرو) يدخل بديلًا،
نفسه أكيهيرو يضع اسمه في القائمة
بعد 13 دقيقة فقط!!
ساديو يسدد،
الدون يسدد،
لكن أيمن يسجل.
الأحلام تقترب،
والآمال تعود وتنتعش،
الفرص تتوالى،
الكرة تتهادى أمام الكولومبي دوران،
المرمى يبعد عنه بضعة أمتار،
والدفاع أبعد من المرمى،
(ياماقوتشي) يقذف بنفسه في الفراغ،
الفرصة تصبح بذلك أسهل،
والمرمى يزداد اتساعًا،
الكل يتسمر،
الكل ينتظر الاحتفال،
الكل يراها وقد أعلنت الأفراح…
ولكن… فجأة…
الإيراني علي رضا يشير بيده إلى منتصف الملعب،
صوت صافرته يخترق المدرجات،
يصم الآذان،
يكتم الأنفاس،
العيون شاخصة،
الوجوه شاحبة،
الدماء توقفت عن الجريان،
صخب المدرجات وهديرها تحوّل في لحظة
إلى سكونٍ مطبقٍ وصمتٍ مرعب.
الثواني تمر بطيئة
على تلك الأجساد المرهقة من مشوار الصبر،
المثقَلة بهموم السنين،
بات الكل يلتفت إلى الكل،
وعيونهم تملؤها الأسئلة،
دون أن تستطيع حناجرهم أن تصرخ بها:
هل فعلاً انتهت الحكاية؟
هل تبخرت الأحلام؟
هل سقط الفارس فعلاً؟
هل أقفلت آسيا مرة أخرى أبوابها؟
هل عاد الفارس الأصفر غريبًا في الأرض الصفراء؟
تلك الحروف تلعثمت،
والكلمات تبعثرت،
وفي الحناجر انحشرت،
والأصوات بُحّت وتحشرجت!!
لم يعد أحدٌ قادرًا على التعبير
إلا بالدموع المنهمرة دون اتجاه،
وفي بكاءٍ بحسرةٍ وأسًى…
ولكن، هل يفيد البكاء على اللبن المسكوب؟!
لقد اغتال التنظيم الياباني تلك الأحلام الصفراء،
بالعودة إلى رأس هرم القارة…
كيف لا؟
وقد انهار كل شيء،
وتحطمت سفينة الأحلام،
وتبخر حلم السنين الأصفر،
كاتبًا فصلًا جديدًا من الخذلان…
لك الله يا نصر