التقارير والحوارات

النمور تتغذى على البطولات والإنجازات والشرق الأوسط يتوشح بالأصفر والأسود

 

 

 

الكأس – عمر الحكمي

 

عندما يحقق نادي الاتحاد بطولة، لا تفرح جدة وحدها، ولا تحتفل بها المملكة فقط، بل يفرح العالم العربي بأسره، من الخليج إلى المحيط، ويتوشح الشرق الأوسط كله بشعار الاتحاد الأصفر والأسود.

 

وهذه ليست مبالغة، بل حقيقة ساطعة كشمس النهار.

 

الجميع شاهد بالأمس عميد آسيا الأول، نادي الاتحاد، وهو يتغلب على الرائد بثلاثة أهداف لهدف، ويتوج رسميًا بلقب دوري روشن للمحترفين. الجميع شاهد مشهد الفرح الذي عمّ الملايين من عشّاق الاتحاد حول العالم.

 

لم تكن جدة وحدها من ترقص طربًا بهذا الإنجاز، ولم تكن نافورة جدة وحدها من ذرفت دموع الفرح، بل سالت دموع الفرح في كل مدن ومحافظات المملكة. السعودية بأكملها احتفلت بابنها البار، نادي الاتحاد العريق.

 

أما على الصعيد الخليجي، فقد اهتزت شوارع الكويت والبحرين وقطر والإمارات وعمان بأهازيج الاتحاديين. احتفلوا كما لو أن الكأس فاز به نادٍ من أنديتهم. صدحت الأغاني الاتحادية، وارتفعت الأعلام، وامتزجت الدموع بمياه الخليج.

 

وفي أرض الكنانة، مصر، كانت مشاهد الفرح لا تُخطئها عين. ازدان نيل القاهرة وأزقة الإسكندرية وأرياف الوجه البحري والقبلي بألوان الاتحاد، وشهدت مصر احتفالًا صادقًا بعشقٍ أصيل لهذا النادي. كتب عشّاق الاتحاد المصريون القصائد، وجلسوا على ضفاف النيل كما كان يفعل شوقي، يصفون فرحتهم بالاتحاد الذي يسكن قلوبهم.

 

الاتحاد لم يغب طويلًا عن التتويج، لكنه نادٍ تعوّدت جماهيره على الذهب، وتفتقده إن تأخر عنها موسمًا أو اثنين. هي جماهير تعيش على البطولات، ولا تشبع منها.

 

وفي اليمن، ترددت الأهازيج الاتحادية من صنعاء إلى عدن، ومن حضرموت إلى الحديدة، وعلت الأصوات فرحًا. ومن أجمل ما رُدد هناك، أبيات كتبها شاعر حضرمي اتحادي قال فيها:

 

أكتب الأمجاد.. سطّر التاريخ

إنت حاضر.. وإنت ماضي

واحنا بين الناس رافعين الراس

هذا جمهورك يا تحادي

غالي ومنصور.. بإذن الله منصور

 

وفي السودان، المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، موريتانيا، الصومال، أريتريا، جزر القمر… الاتحاد له حضور، وله عشاق. وإن اختزلنا شعبيته في الشرق الأوسط نكون قد بخسناها.

 

بل إن شرق آسيا أيضًا له فيها مكانته، في إندونيسيا، الفلبين، تايلاند، ماليزيا، كوريا واليابان، بل وحتى في الصين والهند والمالديف. يوم توج الاتحاد بدوري أبطال آسيا عام 2004، شاهدنا الجماهير اليابانية والكورية تحتشد خلفه في كوالالمبور، في ليلة تاريخية أذهل فيها سيونغنام الكوري بخماسية نظيفة بعد خسارة الذهاب 1-3.

 

أما أوروبا وأمريكا وأستراليا، فلم تغب هي الأخرى عن المشهد. جماهير الاتحاد هناك تظهر في كل مناسبة، تهنئ، تحتفل، وتفتخر. ابحث على الإنترنت، وستجد جماهير الاتحاد في فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، إيطاليا، الولايات المتحدة، اليونان، تركيا، باكستان، إيران… في كل مكان هناك قلب ينبض بالأصفر والأسود.

 

هنيئًا لجماهير الاتحاد هذا الولاء. وهنيئًا للاتحاد هذه الشعبية الجارفة التي تخطّت حدود الجغرافيا، لتغطي الكوكب كله.

 

إنه العميد… المونديالي… عميد أندية آسيا بلا جدال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com