مقالات رأي

منير مساعد الأسود يكتب:” مضر الجامعة”

 

 

ما يقدّمه نادي مضر هذا الموسم على مستوى الفئات السنية يُعدّ نموذجًا يُحتذى به في التخطيط الرياضي والعمل القاعدي الجاد. إنه موسمٌ استثنائي بكل المقاييس، لا يُقاس فقط بعدد البطولات التي تم تحقيقها، بل بالطريقة التي تم الوصول بها إلى منصات التتويج.

 

في مضر، لا يُطلقون على كرة اليد مجرد رياضة… بل يسمّونها الجامعة. وما شهدناه هذا العام من نتائج وإنجازات يؤكّد أن الجامعة لا تزال تخرّج الأبطال، وتبني أجيالًا، وتصنع المجد بأسلوبها الخاص.

 

لقد حصد مضر أغلب بطولات الفئات السنية، ولم يكن ذلك من باب المصادفة، بل كان نتيجة لتكامل عوامل النجاح: مدرب قدير، لاعبون مخلصون، صالة تدريبية متطوّرة في موقع استراتيجي، ودعم إداري وفني مستمر.

 

المدرب القدير السيد جعفر ترك بصمة واضحة على أداء الفريق، من خلال الانضباط، والقراءة الميدانية، والقدرة على توظيف طاقات اللاعبين بأفضل شكل ممكن. فكل لاعب داخل الملعب يعرف تمامًا دوره ومسؤوليته.

 

أما الصالة الرياضية الجديدة الواقعة في وسط القديح، فقد ساهمت بشكل فعّال في سهولة حضور اللاعبين وتقليل الغياب، كما وفّرت بيئة تدريبية محفزة وجاهزية ميدانية عالية، مما انعكس إيجابيًا على جودة الأداء.

 

ولا يمكن أن نغفل عن روح اللاعبين، وهي من أبرز ملامح هذا الجيل. جيلٌ يلعب بإخلاص، ويدافع عن الشعار، ويقدّم كل ما لديه داخل الملعب بروح الكبار، وكأن كل مباراة هي نهائي.

 

وراء كل هذه التفاصيل، تقف إدارة واعية يقودها الأستاذ عادل الستري، رئيس مجلس الإدارة، ومعه نخبة من الإداريين المخلصين الذين عملوا بصمت وجهد متواصل. هذه المنظومة الإدارية آمنت بأهمية الاستثمار في القاعدة، ووفّرت كل سبل النجاح، وسهرت على تنفيذ استراتيجية النادي لموسم 2024-2025، والتي بدأت ثمارها تتجلى على أرض الواقع.

 

باختصار، ما يحدث في مضر اليوم ليس مجرد نجاح لحظي، بل مشروع رياضي ناضج يقدّم درسًا لكل من أراد أن يبني مستقبلًا حقيقيًا يبدأ من الفئات السنية.

 

هنيئًا لمضر هذا الموسم المشرف، وهنيئًا للرياضة السعودية بهذا النموذج الراقي من العمل والتخطيط والإنجاز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com