سليمان اللزام يكتب:”الخلود أنموذج للفكر والطموح”

في الرياضة عمومًا، وفي كرة القدم تحديدًا، يُعد المال هو العنصر الأبرز والأكثر تأثيرًا في نجاح منظومة العمل، إذ يمنحك الأفضلية لإتمام تعاقدات مميزة من طواقم فنية وإدارية، وكذلك عناصر محلية وأجنبية كبيرة ومؤثرة تستطيع أن تصنع الفارق. ولعل القادسية في دوري روشن، ونيوم في دوري يلو، أنموذج واضح لأهمية المال ومدى تأثيره في صناعة فريق قوي يصارع على المراكز الأولى وينافس على تحقيق الألقاب والمنجزات، رغم حداثة التجربة كما فعل نيوم.
لكن في أحيان كثيرة قد لا يتوفر المال، وحينها يحضر الفكر الذي يدير العمل بمنهجية عالية وتخطيط دقيق يكسر الكثير من الحواجز ويتخطى جميع الصعوبات. ولعل نادي الخلود مثال واضح على أن الهمة العالية والطموح الكبير يذيبان جل الفوارق المالية أو كثيرًا منها، خصوصًا إذا كانت الإدارة تحمل فكرًا راقيًا، وهذا ما كان ظاهرًا في عمل إدارة الخلود برئاسة عرّاب النادي الأستاذ محمد الخليفة “أبو عادل”، الذي يحمل خبرة رياضية عريضة وفكرًا احترافيًا رائعًا. ومن خلال هذه وتلك، صَنع توليفة إدارية وفنية جميلة جعلت هذا الفريق يبلغ دوري روشن بسرعة فائقة، متجاوزًا الدرجتين الثانية والأولى في سنوات معدودة، ومتخطيًا فرقًا كبيرة وعريقة لها باع طويل وخبرة عريضة، بإمكانات مادية محدودة، وبمنشآت قامت بجهود ذاتية.
لقد ظن البعض أن هذا النادي سيظل حبيسًا لدوري المناطق أو دوري الدرجة الثانية حين صعد إليها، ولم يدرك هؤلاء أن هناك رجالًا نذروا أنفسهم لخدمة ناديهم، وعزموا على النهوض به وتقديمه أنموذجًا مثاليًا في الاستثمارات، وكذلك في الوصول بالفريق الكروي إلى دوري الكبار.
وخلال سنوات قصيرة تحقق الحلم، وسجل هذا الفريق اسمه في قائمة دوري المحترفين.
لقد كان حضور الخلود في إطلالته الأولى في دوري روشن باهيًا، وبمستوياته ونتائجه لافتًا، واستطاع أن يثبت أقدامه لموسم آخر بثقة متناهية، جعلت الكثير من النقاد والمحللين يبدون اندهاشهم من هذا الفريق المتناغم الذي أطل بصورة جميلة، وكان ندًّا قويًا للأندية الكبيرة، ومتجاوزًا أنديةً أخرى عديدة تفوقه خبرةً وإمكانات.
من المؤكد أن أي محايد متزن يُنصف هذه التجربة الخلاقة ويشيد بها كأنموذج مشرّف، لم تُعيقه الصعوبات، بل كان لديه القدرة على تطويعها لتكون معينًا له في الوصول لمبتغاه، وهكذا هي سواعد الرجال وهمم الأبطال التي استطاعت أن تقدم هذا الفريق النموذجي في حكاية قصيرة عنوانها:
“الطموح يصنع المعجزات”
انتهى الفصل الأول بانقضاء المشاركة الأولى، وتبقى فصول أخرى قادمة، أجزم تمامًا أنها ستكون أكثر جمالًا لمحبي هذا الكيان.
—
@@ تسديدات
نجحت إدارة الخلود في استقطاب الإداري المحنّك الأستاذ حامد البلوي، الذي استطاع بخبرته الجيدة أن يختصر الطريق، ويسهّل – بعلاقاته الواسعة – بعض التعاقدات المحلية والأجنبية، فضلًا عن تعامله المثالي والاحترافي مع اللاعبين.
هناك كفاءات إدارية متميزة كان لها دور فاعل في اكتمال ونجاح منظومة العمل، ولا يتسع المجال لذكر الأسماء.
يتطلع محبو النادي إلى أن تكون ملاعب التعليم جاهزة قبل بدء الموسم الجديد، لتحتضن تدريبات ومباريات الفريق.