غرم الله الزهراني يكتب:” من يصدق رواية الغير مدعوم؟”

في مشهد لم نعتد عليه، خرج نادي الهلال زعيم آسيا وصاحب أكبر إنجاز سعودي عالمي بوصوله إلى نهائي كأس العالم للأندية باحثًا عن الفزعة! نعم، الهلال الذي ملأ الدنيا صخباَ بإنجازاته، ينادي اليوم جيرانه من النصر والاتحاد والأهلي لدعمه في مشواره بكأس العالم للأندية بلاعبين بحجم كريستيانو رونالدو، وكانتي، وإيبانيز.
فهل حقًا الهلال بحاجة إلى فزعة؟
أم أن هناك شيئاً آخر يدور خلف الكواليس؟
خلال العقد الماضي، حظي الهلال بدعم غير مسبوق، سواء من حيث التعاقدات أو الامتيازات. لا أحد ينسى التوقيع مع نيمار، أغلى صفقة في تاريخ الدوري السعودي، والتي قاربت حدود الخيال. ناهيك عن التوقيع مع جواو كانسيلو، أحد أبرز الأظهرة في أوروبا، بصفقة تعويضية عن سعود عبد الحميد، والمتعب الآخر… متعب الحربي، في أعلى صفقة محلية بتاريخ الكرة السعودية.
ومع هذا كله، يأتي البعض ليبكي مظلومية “الهلال الغير مدعوم”!
كيف يكون الفريق الذي لا تمر فترة انتقالات دون أن يكون عريسها الأوحد، هو ذاته الذي يشتكي اليوم ويطلب المساندة؟ كيف لمن حاز على الدعم الأوسع والأشمل أن ينقلب على روايته ويقدم نفسه كضحية؟
برنامج الاستقطاب الذي وُضع لدعم الأندية الكبرى، أضحى في بعض الروايات وكأنه مخصص فقط “للغير مدعوم”
فهل تغيّرت قواعد اللعبة، أم أن هناك من لا يريد أن يقبل أن المنافسة اليوم لم تعد حكراً على طرف واحد؟
الهلال، بكل تاريخه وبطولاته وقاعدته الجماهيرية، لا يحتاج إلى فزعة بل يحتاج إلى وقفة صادقة مع النفس، تعترف أن الساحة السعودية لم تعد ملعباً منفرداً، بل باتت بطولة حقيقية تحتاج إلى عمل،
لا إلى مطالبات.
الزمن تغير… والإعلام الذي صدّق رواية “الهلال غير مدعوم”، إما يعاني من ضعف ذاكرة، أو قوة إنكار!