مبارك البوعينين يكتب:” كأس الأمير.. ليلة المجد”

في ليلة لا تشبه سواها، عاد استاد خليفة الدولي ليتوَّج من جديد كمنصة للمجد والفرح، وهو يحتضن النهائي الأغلى في الروزنامة الرياضية القطرية: نهائي كأس سمو الأمير المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله.
مناسبة لا تُختزل في نتيجة، بل تكتب سطرًا جديدًا في تاريخ الرياضة القطرية، حيث تختلط فيها القيم الرياضية بالعاطفة الوطنية، ويُرفع فيها الكأس بيد، وتُرفع معها روح الانتماء بعشرات الآلاف من القلوب قبل الحناجر.
استاد خليفة، بأناقته المعمارية وتاريخه الرياضي العريق، لم يكن مجرد ملعب يحتضن المباراة بين الغرافة والريان، بل كان شاهدًا على قصة من تلك القصص التي لا تُنسى… حضور جماهيري مهيب، أجواء احتفالية استثنائية، ونزال كروي ألهب القلوب قبل أن يحسمه الغرافة بهدفين مقابل هدف، ويضيف بذلك اللقب الثامن إلى خزائنه، ويُثبت أن الكبار مهما غابوا، يعودون حين تُنادى الألقاب.
ما ميز هذه الليلة، ليس فقط قيمة الكأس، بل مكانته الرمزية، فهو ليس مجرد بطولة، بل مناسبة وطنية تُجسد رؤية القيادة في دعم الرياضة كمنصة للوحدة والتلاحم. وعلى أرض استاد خليفة، كانت الروح الرياضية، والولاء، والانتماء، أبرز ما يُرفع إلى جانب الكأس.
الغرافة استحق اللقب بكل جدارة، بأداء مفعم بالعزيمة والروح القتالية، ووفاء جماهيره التي لم تتخلَّ عنه، حتى في أصعب اللحظات. أما الريان، فكان نداً قوياً بتاريخه وعراقته، وقدّم عرضاً يليق باسم النادي وتاريخه، وكان طرفاً مشرفاً في ليلة تليق بالكبار.
وفي ختام هذه الليلة الاستثنائية، أكدت قطر مجددًا أنها ليست فقط بلد البطولات، بل بلد التفاصيل الراقية والرسائل العميقة… فنهائي كأس الأمير الذي شهد حضورا كبيرا لزملاء الحرف الرياضي من مختلف الدول الشقيقة، لم يكن مجرد مباراة، بل احتفالاً بالهوية، ورسالة بأن الرياضة في قطر ليست حدثًا عابرًا، بل مشروع وطن يُبنى بعزيمة وتخطيط ورؤية قيادة تؤمن بأن المجد يُصنع من الميدان.